انتقد ناشطون وسياسيون موريتانيون محاولات قطر في إثارة الفتنة في بلادهم، لافتين إلى ادعات قناة الجزيرة القطرية بأن موريتانيا، مهددة بما يسمى ثورات الربيع العربي، وقال الكاتب محمد سدينا ولد الشيخ ولد أحمد «إن بلادنا بلاد شنقيط المعروفة حاليا بموريتانيا ليست مهددة بالربيع العربي عكس ما سبق، أن روجت له وسائل إعلام معادية»، في إشارة إلى وسائل إعلام قطرية. وأضاف: «نحن نعرف تبعات الانقلابات، حيث يتحكم قانون القوة ويعطل العمل بالعقل والدستور، مضيفا» أن «القطريين ليسوا نموذجاً ليتحدثوا عن الديمقراطيات فمعروف سابقة الانقلابات في الحكم القطري، أما وصفهم الرئيس الموريتاني بالعسكري فهذا نعده مفخرة، ويمارس صلاحياته كرئيس منتخب من قبل الشعب الموريتاني بأغلبية ساحقة في 2014». وكان برنامج «الاتجاه المعاكس»، الذى تبثه قناة «الجزيرة» القطرية، قد هاجم قبل أيام، قرار السلطات الموريتانية إغلاق مركز تكوين العلماء، وأثارت مداخلات مقدم البرنامج فيصل القاسم غضب الأغلبية الداعمة للرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، بعد أن وصفه الصحفي بالانقلابي والجنرال. وشدد السياسي، محمد ولد محم، على أن الديمقراطية الموريتانية متجذرة ومعروفة في محيطها، قائلاً: «قطرلا توازي شيئاً من ذلك، سواء أكان فيما يتعلق بخدمة الإسلام أو احترام الديمقراطيات». تأثير محدود ووصف ولد محم حجم التأثير القطري في الداخل الموريتاني ب«المحدود جداً». وأضاف: «موريتانيا ساحة قوية وهي ليست ليبيا أو سورية، كما أن موريتانيا يحكمها نظام قوي وبلد ديمقراطي والحريات متاحة، وكل المحاولات القطرية بالتدخل في الشأن الموريتاني فشلت». وتابع: «لا يعني ذلك أنه لا توجد هناك شخصيات تأتمر بأمر النظام القطري، وينفذون تعليماتها، إلا أن هؤلاء لا يمكن أن يظهروا بشكل علني أمام الشعب الموريتاني، لكونه محصناً بحكم مناخ الحريات والعملية الديمقراطية المترسخة في موريتانيا، لذلك كافة المحاولات القطرية في التدخل بالشأن الموريتاني باءت بالفشل، فلا يوجد في موريتانيا سجناء سياسيون وحرية الصحافة مكفولة وغير مصادرة، ومع ذلك نواياهم السيئة واضحة تجاه دولة موريتانيا». وأوضح ولد محم أن المحاسبة القانونية للشخصيات المرتبطة بقطر وإيران أمر ممكن، مبيناً أن «رئيس الجمهورية قدم تصريحات واضحة في هذا الشأن.. وأكد أن الموضوع قيد المتابعة، وأنه حين يظهر أن هناك ما يتطلب المقاضاة القانونية، فالحكومة ستكون صارمة في هذا المجال والقضاء هو سيد الموقف».