فيما أظهرت الإحصاءات أن 10 % - 45 % من الأطفال في الدول الغربية يعانون من اضطرابات النوم بما فيها الأرق، كشف استشاري في طب اضطرابات النوم عن ثلاث تصنيفات للأرق عند الاطفال تتمثل في السلوكي، وبسبب الخوف من عدم النوم، والعابر أو المؤقت، مشيرا إلى أن الأرق السلوكي أكثر الأنواع انتشارا لدى الأطفال. صعوبة الدخول في النوم قال استشاري طب اضطرابات النوم الدكتور سلطان الشهراني ل«الوطن» أن «الأرق أحد الاضطرابات التي تسبب قلة مدة النوم، ويحدث بسبب صعوبة الدخول في النوم، أو عدم الاستمرار فيه، أو الاستيقاظ منه مبكرا، أو عدم الاكتفاء منه، ويحدث الأرق في الأطفال عندما يجد الصغير صعوبة في دخول النوم، أو البقاء نائما طول الليل، أو الاستيقاظ بشكل مبكر قبل أخذ كفايته من النوم، ويلاحظ الوالدان عادة الأرق في الصغار، بينما لا يلاحظونه عادة في الأطفال الأكبر سنا، وذلك لنومهم في غرف منفصلة، وفي الغالب لا يشتكي الطفل من الأرق من تلقاء نفسه، ويلاحظه الوالدان أو عندما يشكو المعلمون من عدم تركيز الطفل في المدرسة».
تصنيفات الأرق أوضح الشهراني إن «الأرق عند الأطفال يصنف إلى 3 أنواع، الأرق السلوكي، والأرق بسبب الخوف من عدم النوم، والأرق العابر أو المؤقت، وفي تصنيفات أخرى يضاف الأرق المرتبط بالإفراط في النوم، وكذلك الأرق المصاحب للأمراض الأخرى»، مشيرا إلى أن الأرق السلوكي الأكثر انتشارا لدى الأطفال. وأضاف أن «الأرق قسمان، الأول المرتبط بمقاومة الطفل للنوم، والثاني المتعلق بعدم اهتمام الوالدين بتنظيم جدول النوم لأطفالهم، وفي النوع الأول يميل الطفل في عمر مبكرة حتى عمر الخمس سنوات إلى مقاومة النوم، ويعتبر هذا طبيعي في البداية، ولكن أحيانا يصبح أكثر صعوبة، حيث يقاوم الطفل النوم، ويستبدله بنشاطات أخرى كاللعب أو مشاهدة التلفزيون، فلا يستطيع النوم مبكرا، مما يؤدي إلى الاستيقاظ متأخرا، مما يتعارض مع جدول نوم الأم، وقد يستمر هذا السلوك إلى الأطفال في عمر المدرسة، مما يؤثر على استيقاظ الطفل للمدرسة، ويسبب قلة النشاط البدني بسبب الإرهاق والنعاس، وكذلك قلة التركيز مما يؤثر على تحصيلهم الدراسي، أما الأرق المتعلق بعدم اهتمام الوالدين بتنظيم جدول النوم لأطفالهم، فيحصل عادة في الأطفال في عمر الدراسة، لأنهم ينامون في غرف منفصلة عن الوالدين، أو ينامون مع أشقائهم الأكبر سنا أو اليافعين، وفي الغالب يحاول الطفل مقاومة النوم، واستبداله بنشاطات أخرى كاللعب أو مشاهدة التلفزيون، مما يسبب قلة النوم وصعوبة الاستيقاظ مع إرهاق ونعاس ويترتب عليه مشاكل في التحصيل الدراسي».
أرق نفسي أبان الشهراني أن «الأرق بسبب الخوف من عدم النوم يسمى الأرق النفسي الفسيولوجي عند الأطفال، ويحدث عادة عند الكبار، ولكنه قد يحدث عند الأطفال الأكبر سنا، حيث تكون هناك صعوبة في الدخول في النوم في البداية، مع صعوبة الاستمرار فيه، ويعتبر الخوف المسبب الرئيسي لهذا النوع من الأرق، بسبب زيادة الإثارة الفسيولوجية العاطفية المتعلقة بالنوم، ومع الوقت تصبح بيئة النوم مقلقة لارتباطها بصعوبة النوم، فيصبح عند الطفل خوف مستمر من صعوبة النوم، وكذلك خوف من عواقب قلة النوم على نشاطه وصحته الجسمانية والنفسية مثل الخوف من التقلبات المزاجية ونوبات الغضب، وينشأ هذا النوع من الأرق من عدة عوامل كالاستعداد الوراثي ، ووجود الحالات الصحية المزمنة، والحالات النفسية أو الإجهاد الحاد بسبب الضغوط في المنزل أو المدرسة أو كليهما، وتشمل الأسباب كذلك عادات النوم السيئة، والاستخدام المفرط لمشروبات الكافيين، وخصوصا مشروبات الطاقة أو الكولا أو القهوة، ومن العوامل المؤثرة أيضا طول فترات القيلولة أثناء النهار».
الأرق العابر أكد الشهراني أن الأرق العابر يكون عند الطفل مؤقتا وغير مزمن، ومن الأمثلة عليه ما يحدث في الأسبوع الأول للمدرسة بعد الإجازات الطويلة، بسبب تغير جدول النوم، ومن الأمثلة أيضا الضغوطات اليومية للمدرسة أو الأسرة، أو بسبب بعض الأمراض العابرة مثل الربو أو التهابات الجهاز التنفسي».
مضاعفات صحية يقول استشاري طب اضطرابات النوم أن «هرمون النمو يفرز في النوم العميق، والأرق يقلل إفراز هذا الهرمون، وهو ما يؤثر على نمو الطفل، كما يؤدي الأرق إلى النعاس والنوم المفرط أثناء النهار، وكذلك التعب البدني، وتسبب قلة النوم عند الأطفال أعراض تشابه فرط الحركة وتشتت الانتباه، وقد يسبب ذلك خطأ في تشخيص بعض الحالات، وبالتالي صرف أدوية لا يحتاجها الطفل، والتي تزيد الأرق كأحد أعراضها الجانبية، فيدخل الطفل والوالدين في حيرة، كما أن نقص النوم يسبب تقلبات مزاجية وقد يسبب الاكتئاب عند البعض، ويؤدي لتدهور التحصيل الدراسي، وقد إلى انخفاض الوظائف المعرفية للطفل في المدرسة كنقص التركيز وبطء التفكير وقلة التحصيل الدراسي بسبب ضعف التركيز والذاكرة، ويسبب الأرق أيضا زيادة الوزن بسبب عدم انتظام الهرمونات التي تتحكم بالأيض وتخزين الدهون في الجسم».
عدد ساعات النوم التي يحتاجها الأطفال: حديثو الولادة 16 ساعة على فترات متعددة خلال 24 ساعة الرضع في عمر 4 -11 شهرا 12 15 ساعة
الصغار في عمر 1 2 سنة 11 14 ساعة عمر الحضانة 3 5 سنوات 10 13 ساعة