يعاني ما يقارب من 320 ألفا من إجمالي سكان المملكة من اضطرابات ثنائي القطب، في الوقت الذي توجد حالات ضحية التشخيص الخاطئ من قبل بعض المعالجين مما تسبب في انعكاسات سلبية عديدة تدخلهم في مشاكل يعانون منها. وكشف استشاري الطب النفسي مدير مركز خبراء النفس بجدة الدكتور محمد الحامد ل»الوطن»، أن ثنائي القطب، وهو أحد اضطرابات المزاج، يصيب من (1 / 1.5 %) من سكان العالم، وهذا يعني أن ثنائي القطب يصيب ما يقارب 320 ألفا من إجمالي عدد سكان السعودية الذين يتجاوز عددهم 32.5 مليون نسمة. جانب وراثي بين الدكتور الحامد أن ثنائي القطب يحمل جانبا وراثيا بمعنى أنه في حالة وجود المرض في بعض العائلات تزداد احتمالية إصابة أفراد الأسرة أكثر من غيرهم، مشيرا إلى وجود عوامل تزيد من احتمالية الإصابة في حالة وجود الثقل الوراثي منها ضغوط الحياة، والظروف البيئية المحيطة وحدوث الصدمات بكافة أنواعها. وأضاف أن المرحلة العمرية بين 14 و35 عاما هي أكثر المراحل تعرضا لهذا الاضطراب، وأنه يمكن أن يصيب الأطفال في سن الخامسة أو السادسة، وكذلك كبار السن الذين تتجاوز أعمارهم 60 عاما. الهوس والاكتئاب يقول الحامد، إن الأعرض تظهر في صورتين مختلفتين هما الهوس والاكتئاب، فحالة الهوس تكون أعراضه في كثرة الحديث، وتشتت الأفكار، وفرط الحركة والنشاط، وقلة النوم، والميل للصرف، وارتفاع في المزاج كالميل للضحك أو العصبية في بعض الأحيان، إضافة لمصاحبة بعض الأعراض الذهانية كالإحساس بالعظمة، أما عن القطب الآخر وهو الاكتئاب فتتمثل أعراضه في العزلة والانطواء، والشعور بالضيق والحزن، وفقدان الاستمتاع بمباهج الحياة، وقلة في النوم، وقلة الشهية، والشعور بالخمول والكسل، وفقدان الأمل في الحياة. التاريخ المرضي أوضح استشاري الاضطرابات النفسية والإدمان الدكتور علي عائض القحطاني ل»الوطن»، أن الخطوات السليمة لتشخيص الاضطرابات النفسية بشكل عام تبدأ من معرفة التاريخ المرضي للحالة أي أن المعالج الجيد يسأل الحالة للتأكد من وجود مشكلة تعاطي الكحول والمؤثرات العقلية أثناء التشخيص، أو يقوم بالاستفسار عن ذلك من أسرة المريض وهذه بداية التشخيص الصحيح للمعالج، وكذلك تجب معرفة ما إذا كانت الحالة تعاني مشاكل عضوية إذ إن بعض الأمراض العضوية تتسبب في حدوث نوبة الاكتئاب، ومنها اضطرابات الغدة الدرقية وكذلك فقر الدم. وكشف الدكتور القحطاني أن من أخطاء التشخيص التي يقع فيها بعض المعالجين عدم معرفة التاريخ المرضي العضوي أو تعاطي المؤثرات العقلية والكحول، حيث إن ذلك يساعد في تشخيص حالات اضطراب ثنائي القطب «Bipolar». حالات الانتحار عن وجود حالات انتحار بين المصابين بهذا الاضطراب، قال الاستشاري النفسي، إنه قد تكون هناك حالات انتحار بين مرضى اضطراب ثنائي القطب في حالة وجود نوبة اكتئاب شديد، وحذر من نوبات الاكتئاب الحاد عند هؤلاء المرضى لأن من أعراضها التفكير بالانتحار والتخطيط له.
العلاج أشار الدكتور القحطاني إلى أن مريض اضطراب ثنائي القطب لابد أن يخضع للعلاج الدوائي «مثبتات المزاج – ومضادات الذهان»، وهناك حالات قليلة منهم يتم إعطاؤها مضادات اكتئاب لأن ذلك قد يحدث لديهم انعكاسات وتحدث لديهم نوبات هوس، موضحا أن هناك حالات مصابة باضطرابات ثنائي القطب تلجأ لإدمان الكحول والمؤثرات العقلية وهذه الحالات منتشرة بكثرة، وكذلك يحتاج للعلاج النفسي غير الدوائي وقد يستغرق علاج المصاب عدة أشهر لأن استجابة هذه الحالات للعلاج قليلة بنسبة كبيرة.
أبرز 8 مشكلات لمرضى ثنائي القطب 01 إدمان الكحول والمخدرات 02 الوقوع في مشاكل مالية وقانونية ويحدث فيها نوبات هوس تتسبب في تصرفات غير طبيعية 03 التكلم بسرعة وزيادة كبيرة في الطاقة
04 بعض الحالات قد تبني علاقات أو تنهيها بشكل سلبي 05
تغيرات في الشهية والوزن 06 تسيطر عليهم أفكار واعتقادات مضطربة 07 التخطيط والتفكير في الانتحار 08 إهمال العناية الشخصية والشعور بالقلق والاكتئاب