واجهت الهدنة الهشة داخل ائتلاف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل انهيارا ، بعد أن دافع وزير داخليتها المتشدد هورست سيهوفر عن الاحتجاجات الأخيرة التي تخللتها أعمال عنف قام بها أشخاص من النازيين الجدد، ووصف الهجرة بأنها «أم جميع المشاكل السياسية». ويأتي ذلك بعد شهرين من تهديد سيهوفر بنسف ائتلاف ميركل الحاكم بسبب قضية الحدود الحساسة. وانتهى الهدوء الذي ساد خلال أيام العطلة في أواخر أغسطس بعد مقتل شاب ألماني طعنا في مدينة كيمنتس الشرقية، ويشتبه بأن عراقيين وسوريا من طالبي اللجوء ارتكبوا الجريمة. وكانت مجموعات من اليمين المتطرف والسكان المحليين خرجت إلى الشوارع في الأيام التي تلت حادث الطعن، ورفع المحتجون أيديهم بالتحية النازية المحظورة، وهاجموا العديد من الأشخاص الذين تدلّ ملامحهم على أنهم أجانب. إلا أن سيهوفر، أكبر منتقد في الائتلاف الحكومي لسياسة ميركل الليبرالية بشأن اللاجئين، أعرب عن تعاطفه مع الغضب الذي أشعل التظاهرات. وقال « إن مسألة الهجرة هي أم جميع المشاكل السياسية في هذا البلد، لقد واصلت قول ذلك على مدى 3 سنوات»، أي منذ أن فتحت ميركل حدود بلادها لأكثر من مليون طالب لجوء، بينما أغلقت دول الاتحاد الاوروبي الأخرى أبوابها أمامهم. وتتقاطع تصريحات سيهوفر مع تصريحات وزير داخلية إيطاليا ماتيو سالفيني، الذي قال إن ميركل «أساءت تقدير» المشاكل التي تسببها الهجرة الجماعية، في وقت رفضت ميركل هذه التصريحات واتهامها بأنها تساهلت في قضية السلامة العامة.