بعد عزوف زبائن "التدفئة" عن ارتيادهم نتيجة اعتدال درجات الحرارة في العاصمة, أدار باعة الحطب والفحم وجهتهم نحو المتنزهين الذين تغريهم أجواء الشتاء في الرياض فيخرجون للكشتات في المتنزهات البريّة. وخلال جولة "الوطن" في اليومين الماضيين رصدت تواجد عدد من باعة الحطب على الطرق الرئيسية المؤدية لمتنزهات الثمامة البريّة شمال شرق الرياض, حيث "أغرقوا" الأرصفة وجنبات الطرق الرئيسية بالحطب الكثيف حتى تحوّلت جنبات الطرقات وكأنها سوقا جديدا مماثلا لأسواق الحطب المعروفة في العاصمة. وأكد البائع محمد العلي ضعف الإقبال على الشراء باستثناء يومي الأربعاء والخميس، إذ يرتادهم عدد كبير من المتنزهين, مشيرا إلى أنه بعد اعتدال درجات الحرارة نوعا ما في العاصمة أحجم العديد من هواة التدفئة بالحطب عن الشراء, مما اضطر بعض باعة الحطب المتجوّلين لعرض بضاعتهم على الطرق المؤدية للمتنزهات البرية لكسب زبائن "التنزّه"، مضيفا أن المكان تحوّل إلى سوق دائم للحطب بعد أن كان مقتصرا في السابق على عدد قليل من الباعة المتجوّلين الذين يغادرون المكان آخر النهار, إلا أنهم في الفترة الأخيرة استقرّوا بعد أن نصبوا خياما يسكنون فيها لتكون مقرهم الدائم. واشار البائع عبدالرحمن محمد إلى أن سوقهم يعتمد هذه الأيام على المتنزهين الذين يحرصون على شراء الحطب في طريق تنزههم لاستخدامه في أغراض الطبخ والتدفئة، لافتا إلى أنه يبيع ما معدّله 500 ريال في أيام الأربعاء والخميس، فيما تنخفض حصيلته إلى نحو 100 ريال في الأيام الأخرى، مبيناً أن غالبية الحطب المعروض من نوع السمر المحلّي وتباع الربطة الصغيرة التي تحتوي بضعة أعواد ب 10 ريالات ويرتفع السعر إلى 25 ريالا حسب حجم الأعواد وجودتها، في حين يوجد أنواع أخرى كحطب الطلح والغضا لكنه نادر الوجود هذه الأيام ولا يصل للسوق منه سوى كميات قليلة جدا. من ناحية أخرى، رصدت "الوطن" تزايد ظاهرة نصب الخيام و"بيوت الشعر" الشعبية وسط بعض الأحياء لتتم فيها "شبّة النار" بعيدا عن المنازل الضيقة التي يتجنّب سكانها التدفئة فيها لتجنّب مخاطر الاختناق والتلوّث وروائح الدخان، حيث لا تكاد تخلو ساحة من وجود مثل هذه الخيام التي يتواجد فيها هواة التدفئة التقليدية ويمارسون "السمر" وإعداد القهوة العربية فيها.