فيما تبدأ محكمة العدل الدولية، غدا، النظر في شكوى قدمتها إيران بهدف وقف إعادة فرض العقوبات الأميركية عليها، قلل مراقبون من أهمية الشكوى الإيرانية، لا سيما وأن العقوبات الأميركية على طهران، جاءت نتيجة انتهاكات إيران للقانون الدولي، وممارستها الطائفية في المنطقة، والتي تسببت في اشتعال الحروب، كذلك انتهاك النظام الإيراني لحقوق الإنسان في الداخل على مدى أربعة عقود، شهدت اعتقال وإعدام آلاف المعارضين، وتفشي الفساد وتوجيه أموال الشعب في تمويل الميليشيات الملسحة، ما أدى في النهاية إلى تفقير الشعب واشتعال المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام . حيثيات فرض العقوبات وقال المراقبون إن حيثيات الولاياتالمتحدة في فرض العقوبات على إيران، يتفهمها المجتمع الدولي، خاصة وأن واشنطن وضعت قائمة مطالب لرفع العقوبات تضمنت تعديل سلوك نظام الملالي في المنطقة، والتوقف عن دعم وتمويل الجماعات المسلحة بما فيها ميليشيات الحوثي الانقلابية وحزب الله وتنظيم القاعدة، وإنهاء نشر الصواريخ الباليستية والصواريخ القادرة على حمل رءوس نووية، وكذلك إنهاء دعم فيلق قدس -التابع للحرس الثوري- للإرهابيين عبر العالم، فضلا عن مطالبة إيران بالتوقف عن تهديد جيرانها. لا مردود إيجابي وأشار المراقبون إلى أنه في ظل المطالب الأميركية ، فإن شكوى إيران أمام محكمة العدل الدولية لن يكون لها أي مردود إيجابي، كما أن نظر الشكوى سيأخذ عدة سنوات، مما يزيد من توقعات انهيار الاقتصاد الإيراني وزيادة وتيرة الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام. وكانت الدفعة الأولى من هذه العقوبات الأميركية قد دخلت حيز التنفيذ في مطلع أغسطس الجاري، على أن تليها دفعة ثانية في الخامس من نوفمبر تطال قطاعي النفط والغاز اللذين يلعبان دورا أساسيا في الاقتصاد الإيراني. وأعلنت عدة شركات بينها المجموعات الفرنسية توتال وبيجو ورينو إلى جانب الألمانيتين سيمنز ودايملر عن وقف أنشطتها في إيران بسبب العقوبات، كما أعلنت شركة الخطوط الجوية البريطانية «بريتيش إيرويز» والخطوط الفرنسية «إير فرانس» الخميس الماضي، وقف رحلاتهما إلى طهران الشهر المقبل، بسبب ما قالتا أنه ضعف المردود التجاري بعد أن أعادت الولاياتالمتحدة فرض عقوباتها على إيران. هراء الملالي اعتبرت قوى من المعارضة الإيرانية شكوى طهران أمام العدل الدولية نوع من الهراء، إذ أن الطبيعي أن يمثل نظام الملالي أمام محاكم العدل أو الجنائية الدولية، ومحاكمته على كل جرائم حقوق الإنسان التي ارتكبها ضد الإيرانيين في الداخل فضلا عن ارتكابه جرائم حرب عبر الميليشيات الموالية لإيران في اليمن وسورية والعراق، ودعمه لتنظيمات إرهابية في المنطقة . وأشارت قوى المعارضة إلى أحقية الولايات الويات المتحدة في فرض العقوبات على نظام الملالي « المتهور» ، والذي بات يشكل تهديدا حقيقيا لدول المنطقة، لافتة إلى أن هذه العقوبات أربكت النظام ، وجعلته يتمادى في سلوكه العدائي، رغم ما نجم عن ذلك من عزلة دولية، وتصاعد الاحتجاجات بالداخل . مجزرة 1988 قال المحامي عبد المجيد محمد ، إن المفارقة الكبرى في تقديم نظام الملالي شكوى لمحكمة العدل الدولية بشأن العقوبات الأميركية، تزامنت مع ذكرى مجزرة إعدام ما يزيد عن 30،000 سجين سياسي في صيف عام 1988، مبينا أنه تم كشف النقاب عن هذه المجزرة المروعة في عام 2016 في تسجيل صوتي لصوت آية الله حسين علي منتظري، وهو يتحدث إلى أعضاء من فرق الموت، حيث قال لهم صراحة «هذه هي أفظع جريمة في تاريخ إيران ، وفي المستقبل سيتم ذكرنا كمجرمين». وأوضح ، أنه بعد الدعوة التي وجهتها زعيمة المقاومة الإيرانية مريم رجوي قبل عامين من أجل حركة التقاضي في مجزرة صيف عام 1988، نشرت العديد من الجمعيات والمنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان، بما فيها منظمة العفو الدولية، تقارير تدعو إلى التحقيق في قضية هذه المذبحة، محذرة من تدمير النظام الإيراني المقابر الجماعية لضحايا المجزرة لمحو آثار هذه الجريمة المروعة. إسقاط النظام أضاف المحامي عبد المجيد محمد، أنه في ظل الظروف الحالية البالغة الحساسية التي تمر بها إيران، وبعد ثمانية أشهر من بدء الاحتجاجات والانتفاضات الوطنية وحتى الآن، فإن كل طبقات وشرائح الشعب الإيراني، أجمعت على أنها ضاقت ذرعا من الفساد والسطو والنهب والجرائم والأزمات المتصاعدة، التي ترتكبها العصابات الحكومية، وتطالب بإسقاط هذا النظام بشكل تام وكامل. ولفت إلى أن احتجاجات الشعب الإيراني اليوم تسير على نفس الدرب، الذي مشى فيه السجناء والضحايا في عام 1988، الذين ضحوا بحياتهم من أجل تحقيق الديمقراطية والحرية للشعب الإيراني، مبينا أن المتظاهرين يلقون حاليا أشكالا متعددة من القمع يتوقع معها تكرار مجزرة 1988 يذكر أن الجاليات الإيرانية في 20 عاصمة و مدينة أوروبية، كانت قد عقدت يوم السبت الماضي مؤتمرا مشتركا عبر الإنترنت، من أجل ترسيخ ذكرى إعدام 30 ألف سجين سياسي عام 1988، كما تم استعراض ملامح وجذور وآفاق الانتفاضة الإيرانية.
أسباب ضعف الموقف الإيراني أمام العدل الدولية تورط النظام في جرائم حرب ارتكبتها الميليشيات الموالية له في الخارج دعم وتمويل ميليشيات الحوثي الانقلابية وحزب الله وتنظيم القاعدة موقف فيلق قدس التابع للحرس الثوري الداعم للإرهابيين عبر العالم نشر الصواريخ الباليستية والصواريخ القادرة على حمل رءوس نووية ممارسات النظام الطائفية في المنطقة وتهديده لجيرانه انتهاكات النظام لحقوق الإنسان وتورطه في مجزرة 1988