تصاعدت الخلافات الكبيرة والمعقدة بين القيادات الحوثية العليا، وبلغت عاصفتها الذروة، وأكد مصدر ل«الوطن» أن «الخلافات لم تتوقف عند المشرفين وقيادات الصفوف الثانية والثالثة داخل الجماعة المتمردة فحسب، بل وصلت إلى قيادات الصف الأول، متطورة إلى مراحل غير مسبوقة» تهدد بالتصفيات والاغتيالات ، موضحا أن أشدها ضراوة ضربت علاقة رئيس المجلس السياسي مهدي المشاط، بمحمد علي الحوثي، حيث فشلت جميع الوساطات والتهدئة في احتوائها. أسباب الصراع سعي المشاط إلى تكبيل الحوثي والحد من نفوذه رفض المشاط استقبال الحوثي والرد على اتصالاته رد الحوثي بالهجوم على مركز التوجيه المعنوي تلويح الحوثي بترك العمل داخل اللجنة الثورية لتمادي المشاط
كشف مصدر مقرب من الميليشيات الحوثية الانقلابية، عن استمرار تفشي ظاهرة الخلافات الكبيرة والمعقدة بين القيادات الحوثية العليا، واصفا إياها ب«العاصفة» التي لا يمكن تجاوزها. وقال المصدر خلال حديثه إلى «الوطن»، إن «الخلافات لم تتوقف عند المشرفين وقيادات الصفوف الثانية والثالثة داخل الجماعة المتمردة فحسب، بل وصلت لقيادات الصفوف الأولى، وتطورت لمراحل غير مسبوقة»، مشيرا إلى وجود خلاف كبير بين رئيس المجلس السياسي مهدي المشاط ومحمد علي الحوثي وصلت إلى ذروتها بعد أن فشلت جميع الوساطات ومحاولات التهدئة بين الجانبين. صراع النفوذ أضاف المصدر «إن المشاط منذ بداية توليه رئاسة ما يعرف بالمجلس السياسي، عمل على تكبيل محمد علي الحوثي وتحجيمه والحد من نفوذه، حيث أصدر أوامره إلى كل الجهات وقيادات الجماعة، بعدم استقبال أي أوامر صادرة من محمد الحوثي، والذي كانت له اليد العليا والكلمة النافذة إلى جانب الظهور الإعلامي الدائم»، مشيرا إلى أن الأخير حاول خلال الفترة الماضية استعادة نفوذه عبر عدة طرق، كان آخرها محاولته الهجوم على مركز «التوجيه المعنوي» ب3 أطقم تابعة له. وبين المصدر أن المشاط رفض استقبال الحوثي ورفض الرد على كل المكالمات الهاتفية منه، الأمر الذي دفع الحوثي بإصدار تهديد مباشر للمرة الأولى موجه إلى زعيم الجماعة عبدالملك، بترك العمل داخل اللجنة الثورية، متهما المشاط بالتمادي، إلا أن عبدالملك لم يعر هذه التهديدات أي اهتمام. غضب الحوثي أوضح المصدر أن تجاهل غضب محمد الحوثي دفعه إلى إغلاق هاتفه وترك عمله، ورفض القيام بأية توجيهات، خاصة تلك التي تتعلق بأعمال التحشيد التي كان يقوم بها في الفترة الأخيرة، مرجعا سبب اختفاء محمد الحوثي خلال الآونة الأخيرة إلى هذا التوجه. وأردف المصدر قائلا «إن محمد الحوثي كان سعيدا بمقتل صالح الصماد، خاصة أن هناك خلافات كبيرة كانت بينهما في الفترة الأخيرة، وكان محمد الحوثي يرتب للانتقام من الصماد، إضافة إلى مطامعه لتولي منصب رئيس المجلس السياسي، بدليل الطلب العلني الذي وجهه لعبدالملك عقب مصرع الصماد، إلا أن طلبه قوبل بالرفض باعتبار أن شخصيته لا تؤهله لقيادة هذا المنصب». خذلان الإيرانيين أكد المصدر أن محمد الحوثي يعلم في قرارة نفسه أن قرارات الجماعة لا تُتخذ من قبل زعيمها بل تأتي من القيادات الإيرانية، ورغم أن محمد مرتبط بعدة قيادات في إيران، إلا أنها خذلته، وهو الأمر الذي جعله يتخبط في دوامة كبيرة، لافتا إلى وجود قيادات موالية لمحمد الحوثي تركت أعمالها تضامنا معه، وأن عبدالملك تواصل بهذه القيادات وأخبرها بأنه لا عذر أمامها مهما كانت الأسباب لترك القتال على الجبهات. وتطرق المصدر إلى أن عبدالملك حاول احتواء هذه الأزمة، لكنه وصل إلى طريق مسدود، وهناك مخاوف من نشوب صدام مباشر، خاصة أن لدى محمد موالين ويتمتع بخبرة كافية في الاختفاء بحكم تلقيه تلك الخطط على يد الخبراء الإيرانيين. تصفية مرتقبة شدد المصدر على أن التصفية بين القيادات العليا ستظهر خلال الأيام القادمة، حيث إن المشاط أصبح أكثر خوفا من الانتقام، ولذا فإن ظهوره أصبح شبه نادر، وتحركاته تتم بكل سرية. وفي المقابل فإن محمد الحوثي يعيش بحذر ولم تعد لديه أي ثقة، ويخشى من التصفية، لافتا إلى أن جميع نقاط الحوثيين في كافة المواقع التي يسيطرون عليها قام بتوزيعها ونشرها وتوظيف الكثير منها محمد الحوثي، وكسب بذلك ولاء كبيرا، إضافة لعلاقاته بالكثير من المشايخ. وخلص المصدر خلال حديثه إلى توقع خروج هذه الخلافات من داخل العاصمة إلى العلن، ولن تنتهي دون سقوط ضحايا من خلال اغتيالات وتصفيات بين الأطراف الحوثية. أطراف الصراع مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي محمد الحوثي رئيس اللجنة الثورية
أبعاد الخلافات طمع محمد في منصب المشاط توجيه المشاط برفض أي قرارات من محمد خذلان القيادات الإيرانية وعبدالملك لمحمد الحوثي الانعكاسات اختفاء محمد الحوثي بعد إغلاق هاتفه توجس من تصفية أحد الجانبين سحب محمد ولاءات جميع مقاتلي الجبهات ترك العمل والتمرد على قرارات الجماعة