رغم التقدم الواضح في مجال التنبؤ باتجاهات الأعاصير لا يزال خبراء الأرصاد الجوية يبذلون جهودا حثيثة لتحديد عامل حاسم ترتبط به إجراءات الطوارئ والإخلاء ذات الصلة، ألا وهو كثافة الإعصار. ومع وجود وسيلة أفضل للتنبؤ بقوة أو كثافة الإعصار سيكون لدى الناس قدرة أفضل على الاستعداد لدى معرفتهم ما إذا كان الإعصار القادم إليهم سيتسبب في فيضانات مدمرة ورياح عاتية ربما تقتلع الأشجار من جذورها مثلما كان الأمر مع الإعصار ماريا الذي ضرب بويرتوريكو العام الماضي، أم أن رياحه ستكتفي بهز أفرع الأشجار والصفير لدى عبورها النوافذ. وتسبب الإعصار ماريا في مقتل نحو 4465 شخصا وتدمير شبكة الكهرباء وقُدرت الخسائر في بويرتوريكو 90 مليار دولار. وقال المركز الوطني للأعاصير، في تقرير نشره العام الماضي، إنه لم ينجح في التنبؤ الدقيق بالكثافة السريعة التي اكتسبها الإعصار ماثيو عام 2016 والذي وصل إلى عاصفة من الدرجة الخامسة بلغت سرعتها القصوى 270 كيلومترا في الساعة. ووفق بيانات جمعتها رويترز اتخذت العاصفة مسارا مدمرا في بحر الكاريبي، ما أسفر عن مقتل ما يزيد على 1000 شخص في هايتي. قلب الإعصار وبينما يعتمد علم تتبع العواصف بصورة كبيرة على بيانات عن الأحوال عند محيطها، فإن التنبؤ بكثافة الإعصار يعتمد على معرفة مصدر طاقته عن طريق قياس ما يحدث داخله. وهذا يعني تسيير طائرة تعقب داخل الإعصار ذاته لقياس سرعات الرياح أو الاعتماد على أقمار صناعية بإمكانها التحليق مرة واحدة كل يومين.