يفتتح اليوم في مدينة جدة المؤتمر الدولي للعلماء المسلمين حول السلم والاستقرار في أفغانستان، على أن ينتقل غدا إلى مكةالمكرمة. وأعرب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، عن أمله في أن يسفر المؤتمر الدولي لعلماء المسلمين حول السلم والاستقرار في أفغانستان، والذي تستضيفه المملكة ويستمر يومين، عن نتائج تؤدي إلى تسهيل عملية المصالحة الوطنية في أفغانستان، وإيقاف جميع أعمال الإرهاب والتطرف العنيف التي تتنافى مع تعاليم الدين الإسلامي. وأكد العثيمين أن المؤتمر الدولي حول أفغانستان يأتي تنفيذا لرغبة مؤتمر القمة الإسلامي، ومجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، بهدف دحض التأويلات الخاطئة لتعاليم الدين الإسلامي من قبل الجماعات الإرهابية، ونزع الشرعية عن أفعالها ودعايتها في ضوء تعاليم الدين الإسلامي الحقة، وإيجاد بيئة مواتية للمصالحة السلمية. وأشار إلى أن المؤتمر يزخر بمشاركة (105) من أبرز علماء المسلمين من عدد من الدول، منها أفغانستان، المملكة، باكستان، إندونيسيا، مصر، السودان، والمغرب. أهداف يهدف المؤتمر إلى المساعدة في جهود تحقيق السلام في أفغانستان، وإدانة الإرهاب والتطرف العنيف بجميع أشكالهما وتجلياتهما، وذلك على أساس تعاليم الدين الإسلامي الحنيف. وكان وزراء خارجية الدول الأعضاء لمنظمة التعاون الإسلامي ورؤساء وفود الدورة ال45 للمنظمة التي عقدت في دكا قد أدانوا في «إعلان دكا» الهجمات الإرهابية الوحشية والفظيعة على الدول الأعضاء في مختلف مناطق العالم، مشددين على أن «الإسلام دين سلام لا يُجيز بأي حال من الأحوال الأفعال الوحشية والبربرية وعمليات القتل الجماعي التي ترتكبها الجماعات الإرهابية في حق الأبرياء». ودعا البيان إلى مزيد من التعاون بين الدول الأعضاء «لدرء ومكافحة الإرهاب الذي يرتكبه أي شخص كان بجميع أشكاله ومظاهره، إضافة إلى الاتجار غير المشروع بالأسلحة والمخدرات والبشر». استعدادات أكملت المملكة والأمانة العامة لمنظمة «التعاون الإسلامي» استعداداتهما لاستضافة المؤتمر، وثمن العثيمين الجهود التي بذلتها حكومة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وتوفير جميع وسائل الراحة، لإقامة هذا المؤتمر المهم، الذي يحضره العلماء من أقطار العالم الإسلامي. وقال الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، إن استضافة المملكة للمؤتمر هو تأكيد على دورها الريادي في إحلال السلام والأمن في العالم عموما وفي الجمهورية الأفغانية على وجه الخصوص. وأضاف: «إن لجمهورية أفغانستان وشعبها مكانة عظيمة في قلوبنا، وقد جاءت الدعوة للمؤتمر حرصا من المملكة على حقن دماء المسلمين، وجهودها في المصالحة الأفغانية نابع من الاهتمام الكبير الذي توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- لكافة الشؤون والقضايا الإسلامية في شتى أنحاء العالم». جهود المملكة قال سفير خادم الحرمين الشريفين لدى واشنطن الأمير خالد بن سلمان في تغريدات على تويتر «المملكة كانت وستظل تقف مع الشعب الأفغاني الشقيق لكل ما فيه مصلحته ولإرساء السلام والأمن والاستقرار لهذا الشعب الذي عانى ويلات الحروب على مدى عقود طويلة، ولن تدخر المملكة جهدا في مساعدة أفغانستان في تحقيق ذلك». وأضاف «المملكة تأمل في أن يفتح الأشقاء الأفغانيون صفحة جديدة قائمة على التسامح والتصالح ونبذ العنف والمحافظة على حياة الأبرياء، استنادا إلى تعاليم ديننا السمح الداعية لنبذ الفرقة والتعاون على البر والتقوى والعفو والإصلاح بين الإخوة». وكانت المملكة تسعى إلى إحلال السلام والاستقرار في أفغانستان منذ عقود، وآخرها في مارس الماضي، حينما رأس وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية والاقتصادية السفير عادل مرداد وفد المملكة في مؤتمر طشقند الدولي حول أفغانستان تحت عنوان «عملية السلم والتعاون في مجال الأمن والتعاون الإقليمي»، والذي عقد في أوزباكستان. وشدد مرداد على أن تحقيق الأمن والاستقرار في أفغانستان يستوجب انخراط حركة طالبان في عملية مصالحة وطنية بعد فك ارتباطها بالجماعات الإرهابية ونبذ العنف، وأن تضم الحكومة الأفغانية كافة أطياف الشعب الأفغاني احتراما لإرادته، مشددا على أهمية احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية الأفغانية، وحث كافة الأطراف الفاعلة في الشأن الأفغاني، بما فيها دول الجوار، على المشاركة الإيجابية، مؤكدا على أهمية التصدي للدور الإيراني التخريبي ضد استقرار المنطقة.