قالت مصادر إن ميليشيات الحوثي الإيرانية تجبر الشبان والأطفال في الحديدة على القتال أو الموت، حيث تقوم الميليشيات بتوزيع مبالغ مالية على العشرات من الشبان في أحياء مدينة الحديدة بعد أن دونت بياناتهم الشخصية بذريعة أنها ستكلفهم بتأمين الأحياء التي يسكنونها، مشيرة إلى أن الميليشيات ترشو الشباب بمبالغ لا تتجاوز 10 آلاف ريال (نحو 20 دولارا) لتجنيدهم ونقلهم إلى الجبهات. يأتي ذلك في وقت شددت الميليشيات الحوثية من وطأة الحصار الخانق الذي تفرضه على المدنيين العزل داخل مدينة الحديدة غربي اليمن، وحرمت عشرات المرضى من الوصول إلى أكبر المستشفيات الحكومية بعد إغلاق كل الطرق المؤدية إليها. وكانت الميليشيات قد قامت باقتحام مخازن لمنظمة الغذاء العالمي في «كيلو 7» جنوب شرقي المدينة وقامت بنهبها، قبل اعتقال اثنين من موظفي المنظمة، واقتيادهم إلى مكان مجهول. نمط عقائدي أكد الباحث اليمني مصطفي ناجي الجبزي أن الميليشيا الحوثية الانقلابية فرضت نمطها العقائدي في مناطق سيطرتها، ودشنت صراعا مذهبيا من خلال اعتدائها على منابر المساجد والسيطرة على الفضاء العام وفرض مناسباتها وطقوسها الدينية. وأوضح الجبزي خلال ورقة عمل قدمها في ندوة للتحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان عقدها في الأممالمتحدة بجنيف، حول القواعد الإنسانية في اليمن، أن الأقليات المذهبية والطوائف الأخرى تعرضت كذلك لأعمال تعسفية ومضايقات واعتقالات ومحاكمات بتهم ملفقة. وأشار إلى أن الميليشيا الحوثية أنزلت العقوبات الجماعية بحق مدن بأكملها كما هو الحال في عدن في عام 2015، أو حصار تعز بكل من فيها من مواطنين يقدر عددهم ب600 ألف على الأقل، حيث تم حرمان المدينة من وسائل الحياة من خلال حصار جائر ومنع المواد الغذائية والدوائية، وقنص الأبرياء في الأحياء السكنية دون تمييز، بالإضافة إلى إمطار الأحياء المأهولة بالقذائف العشوائية، وقصف تجمعات الأطفال في المدارس أو الأسواق.
الألغام وتناول الجبزي استخدام الميليشيات العشوائي والمفرط للألغام والسلاح المحظور الذي التزمت ووقعت عليه اليمن عبر اتفاقيات، مبينا أن ذلك تسبب بخسائر ومعاناة مفرطة وأغلب الضحايا من المدنيين، مشيرا إلى أن عدد الألغام المزروعة فردية أو مضادة للعربات بلغ 500 ألف لغم، فيما بلغ عدد الضحايا 1334 بين قتيل وجريح، منهم 1006 مدنيين وفقا لتقرير تحالف رصد اليمني.