نظمت لجنة الأممالمتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) ومؤسسة الفكر العربي حفل إطلاق التقرير العربي العاشر للتنمية الثقافية، الذي أصدرته المؤسسة تحت عنوان: «الابتكار أو الاندثار، البحث العلمي العربي: واقعه وتحدياته وآفاقه»، وذلك في بيت الأممالمتحدة في بيروت، بالتزامن مع الدورة الوزارية الثلاثين للإسكوا، التي تعقد هذه السنة تحت عنوان «التكنولوجيا من أجل التنمية المستدامة في الدول العربية»، وبحضور وزراء وخبراء مختصين وشخصيات دبلوماسية وثقافية وإعلامية. كانت المؤسسة قد أطلقت التقرير العربي العاشر من دبي، عشية افتتاح مؤتمرها السنوي «فكر 16» في أبريل 2018، وذلك برعاية وحضور نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة في الإمارات، ورئيس مؤسسة الفكر العربي الأمير خالد الفيصل، ورئيس مجلس الإدارة الأمير بندر بن خالد الفيصل، وشخصيات ثقافية وأكاديمية وعلمية وسياسية دبلوماسية. معالجة المشكلات العصرية استهل الحفل وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، الأمين التنفيذي للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا الإسكوا، الدكتور محمد علي الحكيم، بكلمة أشاد فيها بالجهود المبذولة في هذا التقرير الرائد الصادر عن مؤسسة الفكر العربي، التي اعتادت إطلاق تقارير ذات جودة عالية تعالج المشكلات العصرية. وأوضح أن التقرير يأتي مكملا ومنسجما مع نتائج الأبحاث التي تقوم بها الإسكوا في هذا المجال، مؤكدا على جملة ضرورات للتقدم في مسيرة الدول والمجتمعات في التنمية، ومن بينها تطوير الابتكار التكنولوجي ودعمه، وانعكاس ذلك في الخطط الوطنية الشاملة لتطوير جميع القطاعات، والتحول من الوضعية المستهلِكة للتكنولوجيا إلى الوضعية المنتجة لها، وذلك عبر إدماج الشباب في عملية إنتاج التكنولوجيا، وضرورة توفير التمويل اللازم للمشاريع، ومشاركة الجيل الجديد في رسم السياسات لتحديد مستقبله. تكنولوجيا من أجل التنمية تحدث المدير العام لمؤسسة الفكر العربي الدكتور هنري العويط، في كلمته عن سمات التقرير وفي طليعتها طابعه الشمولي والمتكامل، المتمثل في المِروحةِ الواسعة من الموضوعات التي عالجها، وهي تغطي معظم الجوانب المرتبطة بالبحث العلمي وأنشطة التكنولوجيا والابتكار، في دول مشرق العالم العربي ومغربه. ويمتاز أيضا بوفرة الموضوعات الجديدة التي غابت عن التقارير العربية المماثلة السابقة، أو قلما نالت فيها المعالجة الوافية. ورأى العويط أن أبرز ما يتسم به التقرير من مزايا، تركيزه على الصلة الوثيقة والروابط العضوية بين أنشطة البحث العلمي والتطوير التكنولوجي والابتكار من جهة، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية من جهة أخرى، فضلا عن تشديده على إسهام هذه الأنشطة في التنمية الشاملة والمستدامة، ودعوته الدول العربية، بإلحاح، إلى اعتماد آليات عمل ملائمة وفعالة لربط هذه الأنشطة بأولويات التنمية. ولفت إلى أن التقرير يستجيب في توجهه هذا للمبادرة التي أطلقتها منظمة الأممالمتحدة في مطلع العام 2016، لتحقيق خطة التنمية المستدامة 2030. فلا غرابة إذن في أن يتم حفل إطلاقه هنا بالذات، في رحاب بيت الأممالمتحدة، بدعوة مشتركة من مؤسسة الفكر العربي والإسكوا، وتزامنا مع الدورة الوزارية الثلاثين للجنة الأممالمتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا، التي تنعقد تحت عنوان «التكنولوجيا من أجل التنمية المستدامة في المنطقة العربية». حظي التقرير بتوجيهات هيئة استشارية رشيدة، وإشراف منسقين مميزين، وإسهامات نخبة الباحثين، وشهادات مقامات رفيعة. وتنبع أهميته من اعتماده منهجية مركبة، ثلاثية الأبعاد، تجمع بين التشخيص والتحليل والاستشراف، ومن اشتماله على أحدث المعلومات الموثوقة والإحصائيات الدقيقة التي تم تحليلها بطريقة موضوعية سمحت باستخراج الدلالات المضيئة، وصياغة الرؤى والتوصيات الاستراتيجية.