أكد الوفد الأميركي المشارك في المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية، الذي سيعقد بالعاصمة الفرنسية باريس في 30 يونيو الجاري، أن عدم شفافية نظام الملالي في طهران مع العالم أضرّ بسمعة الشعب الإيراني، مطالبا النظام بالكف عن الإرهاب والحرب الطائفية التي ينفذها في المنطقة، وكذلك تهديدات الصواريخ الباليستية، وتطوير الأسلحة غير التقليدية، والتدخل في بلدان أخرى، والانتهاكات الفاضحة لحقوق الإنسان في الداخل الإيراني، وشدد الوفد في نفس الوقت على أهمية إنهاء قمع الشعب الإيراني والوقوف مع المواطنين الإيرانيين في الدعوة إلى حكومة شرعية وخاضعة للمساءلة ونزيهة تخدم الشعب. وقال الوفد الأميركي الذي يضم ممثلين عن الحزبين «الديمقراطي والجمهوري»، في بيان، إنه يذهب إلى المؤتمر السنوي العام لإيران الحرّة لعام 2018، ممثلا للمواطنين الأميركيين الذين لم يتمكنوا من الحضور، وإنه فخور بالوقوف مع زملائه من جميع أنحاء العالم والعديد من أصدقاء المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، الذي وقف أعضاؤه بثبات لعقود ضد الديكتاتورية الدينية، ودفع كل واحد منهم ثمنا باهظا. وذكر البيان «أنه في الوقت الذي يرسم فيه الانتماء الحزبي خطوط السياسة الأميركية، نحن متحدون في تضامن بين الحزبين، لنتحدث بصوت واحد ونعبّر عن قيمنا ومبادئنا الأميركية المشتركة، ونحن ننضم إلى الدعوة إلى الحرية والعدالة وإنهاء قمع الشعب الإيراني». 10 نقاط أساسية وأعرب البيان عن تقدير الوفد الأميركي لحسن سياسة الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون في البحث عن موقف منسّق بشأن إيران بين بلدان الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة، خاصة فيما يتعلق بقضايا حقوق الإنسان في إيران، مضيفا «نحن نعتقد أن قادتنا وممثلينا المنتخبين في الولاياتالمتحدة يمكن أن يتوحّدوا في اتخاذ سياسة تفوق الحزبين حيال إيران، وتعكس الشرف والحكمة الإستراتيجية». وحدد البيان رؤية الوفد الأميركي المشارك في مؤتمر المقاومة الإيرانية لردع النظام الإيراني في 10 نقاط أساسية تضمنت ما يأتي: 1- السيادة حق الشعب لا يجوز لأية حكومة أن تسلب حق الشعب في السيادة، ولا يوجد أي معيار أو قانون أو التزام ديني يخوّل أي حكومة قمع أو سجن غير عادل أو تعذيب أو إعدام شعبها، أو تطلب من المواطنين الخضوع طواعية للاستبداد. لقد أدار العالم، لفترة طويلة، ظهره لانتهاك نظام طهران الصارخ لحقوق الشعب الإيراني الأساسية. نحن نقف مع المواطنين الإيرانيين في الدعوة إلى حكومة شرعية وخاضعة للمساءلة ونزيهة تخدم الشعب. 2- مصالح الدول لن يحترم النظام الكهنوتي الإيراني مصالح الدول الأخرى، ولا يدعم نظاما دوليًّا مستقرا. لقد استخدم نظام طهران الخدعة للتظاهر بالاعتدالية كغطاء يتستر على مساعيه التي استمرت 39 عاما للحفاظ على السلطة تحت اسم «الثورة» الدينية. إن عدم شفافية إيران مع العالم قد أضرّ بسمعة شعب عظيم. إننا نؤيّد سياسة تقول «كفى» لإرهاب إيران، وللحرب الطائفية، وتهديدات الصواريخ الباليستية، وتطوير الأسلحة غير التقليدية، والتدخل في بلدان أخرى، والانتهاكات الفاضحة لحقوق الإنسان في الداخل الإيراني. 3- الحرية والكرامة الاحتجاجات التي اندلعت في 142 مدينة وبلدة في إيران في ديسمبر 2017 واستمرت منذ ذلك الحين هي نداء من أجل الحرية لشعب أسير. المواطنون العاديون المحرومون من الثروة والامتيازات -من المزارعين والعمّال والمتقاعدين وسائقي الشاحنات والتربويين- يطالبون بحكومة تحترمهم وتلبّي احتياجاتهم. إننا نقف مع 80 مليون مواطن إيراني في دعوتهم من أجل الكرامة والحرية، ونفهم تماما لماذا فقد المتظاهرون في جميع أنحاء البلاد الأمل في أن أي جزء من هذا النظام سيحدث تغييرا إيجابيا، وهو شعور ينعكس في شعارهم المرفوع «المتشددون، الإصلاحيون، اللعبة انتهت الآن». 4- تخلف الثقافة الإيرانية ثقافة إيران الضاربة جذورها في عمق التاريخ منذ 5 آلاف عام، والتي جلبت تقدما كبيرا للإنسانية في الطب والرياضيات والجبر والكيمياء والفلسفة، قد تخلّفت عن العالم الحديث، وباتت إيران اليوم تعاني الفقر والبطالة وأزمة المياه بسب إدارة خاطئة لمصادر المياه. إن بلدنا يدعم الشعب الإيراني، وليس نظامه المفلس أخلاقياً، الذي إرثه الوحيد هو دولة بوليسية في الداخل والميليشيات الإرهابية بالوكالة في الخارج. 5- تغييب المعارضة النظام الإيراني يهين العالم الحديث من خلال إجراء انتخابات غير ديمقراطية يتم فيها انتقاء كل مرشح للرئاسة من قبل مكتب المرشد الأعلى. لم تشارك أي شخصية معارضة -مؤيد للحكومة من قبل الناس ومن أجلهم- في «الانتخابات» في إيران ما بعد الثورة. للمشاركة، يجب على المرشح إثبات ولائه التام للمرشد. ورغم ذلك، ففي ربع القرن الأخير لم يسمح ولو لمرّة واحدة حتى ل2 % من المرشحين للرئاسة المسجلين قانونا بالمشاركة في علمية الاقتراع، وذلك بالرغم من إعلانهم الولاء للمرشد. ونحن نشارك في تشكيك كثيرين من الجالية الإيرانية الأميركية حول مستوى مشاركة الناخبين التي يزعم بها النظام ويثير الضجيج حولها. إننا ندعو جميع الأميركيين، خاصة المراسلين الإعلاميين، إلى توخّي اليقظة وعدم السماح بأن تمر مزاعم النظام بالشرعية الديمقراطية دون ردّ عليها. 6- إساءة استخدام السلطة إساءة استخدام الحكام الإيرانيين للسلطة تقلق العالم ,هي الاستخدام المزعزع للاستقرار للقوة العسكرية، ونقل الأسلحة إلى جهات غير حكومية، ودعم الإرهاب، والدعم المالي للأنظمة غير الشرعية والميليشيات الطائفية، وعمليات الاستخبارات العدائية في جميع أنحاء العالم، والسيطرة على مجال المعلومات، والقضاء الوحشي مع إعدامات كثيرة وفقدان المحاكمة العادلة. ولا يهمّ أن الرئيس روحاني شخصيا يسيطر على هذه الأنشطة أم لا: لقد أظهر روحاني دعمه الثابت لهذه السياسات وسياسات النظام الأخرى في كل مرحلة. إننا لا نقبل الرأي القائل بأن الرئيس ووزير الخارجية يسعيان إلى تعديل سلوك النظام، لا يوجد دليل على الاعتدال. وكان دورهما تهدئة العالم الخارجي وحماية المرشد الأعلى من المساءلة. لم يعد ينبغي لنا أن نفرّط أمام العدوان الصارخ للنظام الإيراني مصحوبا بحملات دبلوماسية تثير الآمال بأن يتحسّن دور إيران في اتجاه أكثر توافقا مع المعايير الدولية. يجب اعتبار جميع ممثلي النظام مسؤولين عن جميع أعمال النظام. 7- ميثاق مريم رجوي لسنوات عديدة، حضر الكثيرون من الأميركيين المؤتمرات السنوية، وبقي البعض منا على اتصال دائم مع المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وهي علاقة أثارت انتقادات البعض في الولاياتالمتحدة. من خلال هذه التجربة والتواصل مع المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، يمكننا أن نرى بوضوح أن الكثير من الصحافة والإعلام الأميركي ومحافل السياسة الخارجية، تقلّل من أهمية برامج المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الحقيقية، وشعبيته، ومستوى التنظيم، والدعم الذي يحظى به بين الإيرانيين، وهذا، إما لأنهم غير مطّلعين أو يعدّون تقاريرهم على شكل يجنّبهم عدم إثارة حفيظة النظام. في حين أن التصريحات المتكررة في هذا العام من قبل المرشد وشخصيات أخرى في النظام تؤكد بوضوح دور المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية داخل إيران في مساعدة المواطنين من التواصل والتنظيم والكشف عن الحقائق، على الرغم من جهود النظام للسيطرة على مجال المعلومات وقمع المعارضة. إننا ندعو وسائل الإعلام ومحافل خبراء السياسة الخارجية إلى تقديم تقرير دقيق عن الشعبية والحجم والتنظيم، وقبل كل شيء، الأجندة السياسية للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، والتي تم تلخيصها في ميثاق مريم رجوي المكون من عدة نقاط لمستقبل إيران. 8- التغيير السلمي يعتقد الوفد الأميركي أن الكثير من التحليلات في الولاياتالمتحدة حول «تغيير النظام» قد جعلت شبح الغموض يحوم حول حق الشعب الإيراني، وطاقاته، وقدرته على مقاومة الاستبداد وعلى أن يحكم بنفسه بشكل جيد إذا ما أتيحت له الفرصة. لا نرى ضرورة، ولا ننصح بدراسة التدخل العسكري الأجنبي، وقد رفضت المعارضة الإيرانية المتمثلة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية فكرة التدخل الأجنبي، مؤكدة أن إنهاء هذا النظام القمعي هو مهمة الشعب الإيراني. نحن لا نفترض أن التغيير في إيران سيؤدي إلى حرب أو فوضى، بالنظر إلى الكبرياء الوطنية وتطلعات هؤلاء السكان. على العكس، نحن نؤمن بأن التغيير الديمقراطي في إيران سيسهم أكثر من أي حدث آخر في تحقيق الاستقرار وتهدئة نيران التطرف في المنطقة. 9- تنظيم الشعب لنفسه الشعب الإيراني، بتاريخه الثري وحضارته، قادر على تنظيم نفسه لحكومة تشاركية شرعية يحدّدها صندوق الاقتراع. في الواقع، تم التعبير عن هذا الطموح، لأكثر من قرن وربما فسح المجال له- أولا في عام 1906، ومرة أخرى في أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات، ومرة أخرى في 1979-1981 قبل أن يفرض آية الله الخميني دستوره الجديد الصارم بالقوة. نعتقد أن الدروس المستفادة من هذا التاريخ المعقّد تبرّر تماما الدعم الأميركي في عام 2018 للمواطنين الإيرانيين الذين يسعون إلى التغيير الديمقراطي. 10- ديمقراطية المقاومة يعتقد الوفد الأميركي المتجه إلى باريس في هذا العام لدعم المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، بقوّة أن النظام الحالي واهن أمام الحركة الشعبية الرامية إلى إنهاء سلطة الطغاة والفساد. إن هذا المجلس ومكوّنه الرئيسي، منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، ملتزمان منذ مدة طويلة بالقيم الديمقراطية. وقال البيان إن حركة المقاومة أثبتت جذورها الواسعة داخل المجتمع الإيراني، وقدرتها على مواجهة الظروف الصعبة التي تفوق التصور، وبراعتها التنظيمية المذهلة، وقدرتها على فضح الأسرار التي تصرّ طهران على إخفائها من الشعب الإيراني والعالم بأسره. لقد أمضت هذه المنظمة سنوات في التحضير لعملية انتقال سلمي ديمقراطي للسلطة إلى الممثلين المنتخبين للشعب الإيراني – ممن ينتخبه الشعب باستخدام كامل حريته التي أجّلت منذ أمد بعيد. أعضاء الوفد الأميركي -1 مندوب الولاياتالمتحدة السابق في لجنة حقوق الإنسان في الأممالمتحدة، السفير كنث بلاك ول -2 عمدة نيويورك السابق والمرشح الرئاسي ورئيس فريق المحامين للرئيس ترمب، رودي جولياني -3 السفير السابق والمندوب الخاص لمسيرة السلام إلى أيرلندا الشمالية، ميشل ريس -4 المندوب الخاص السابق ومساعد وزير الخارجية، لينكولن بلومفيلد -5 قائد قوات الناتو السابق ومستشار الأمن الوطني للرئيس الأميركي الجنرال جيمز جونز -6 حاكم ولاية بنسلفانيا السابق ورئيس الحزب الديمقراطي إد رندل -7 القائد السابق للقوات الأميركية في مخيم أشرف، العقيد تماس كنتول -8 مساعد وزير الخارجية سابقا لمراقبة الأسلحة والأمن الدولي، روبرت جوزف -9 حاكم ولاية نيومكسيكو السابق، وزير الطاقة، مندوب أميركا لدى الأممالمتحدة ومرشح الرئاسة، بيل ريتشاردسون -10 نائب ضابط الاستخبارات الوطنية للتهديدات المعدية. مجلس الاستخبارات الوطنية جلن كارل -11 نائب الكونجرس السابق من رودي آيلند، باتريك كندي -12 الحاكم السابق لولاية بنسيلفانيا ووزير الأمن الوطني، توم ريج -13 قائد القوات المشتركة وقائد قوات التحالف في العراق الجنرال جورج كيسي -14 عضو مجلس الشيوخ من كانتيكت، جوزف ليبرمن -15 نائب رئيس وكالة المخابرات المركزية للخدمات السرية الوطنية، جون سانو -16 المساعدة السابقة للرئيس في العلاقات العامة رئيسة مركز تساوي الفرص، ليندا تشاوز -17 القائد العسكري الأميركي السابق في مخيم أشرف، العقيد لئو مك لاسكي -18 المدير التنفيذي لمدرسة الشؤون العامة والدولية، جامعة بالتيمور، البروفيسور ايوان ساشا شيحان -19 القائد السابق لقوات المارينز الأميركية، الجنرال جيمز كانوي -20 القائد العسكري الأميركي السابق في مخيم أشرف وضابط كبير في مكافحة الإرهاب، العقيد في الجيش وسلي مارتين -21 قاض فيدرالي متقاعد، أوجون سوليوان -22 نائب قائد قسم المراقبة الدولية في القوة الجوية الأميركية، الجنرال ديفيد ديبولتا -23 رئيس معهد الإستراتيجيات الديمقراطية، بروس مك كولن -24 المندوب الشخصي لوزير الدفاع بشأن مراقبة الأسلحة، ريموند تنتر -25 رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي، لوييس فريح -26 القائد العسكري الأميركي السابق في مخيم أشرف، العقيد غاري مورش -27 عضو مجلس الشيوخ سابقا من ولاية نيوجرزي، روبرت توريسلي -28 الرئيس السابق للكونجرس الأميركي ومرشح الرئاسة والمستشار الإستراتيجي للرئيس ترمب نيوت جنجريش -29 وزير العدل السابق مايكل موكيزي -30 مستشارة سابقة للرئيس الأميركي للأمن الوطني فرانسيس تاونزند -31 السفير الأميركي السابق في المغرب، مارك جينبرج -32 القائد العسكري الأميركي السابق في مخيم أشرف الجنرال ديفيد فيليبس -33 والد النائب السابق لقائد القوات الأميركية في أوروبا، الجنرال جاك إنهاء التهديدات اختتم بيان الوفد الأميركي بالقول «إنه الوقت الذي تنكشف فيه النوايا الشريرة وتجاوزات دكتاتورية الملالي في إيران، ويتم سماع أصوات احتجاجات الشعب الإيراني الغاضب. فليكن هذا أيضا وقتا يتم فيه نفي الأكاذيب التي طال أمدها، وإبراز الطبيعة الحقيقية للمعارضة المنظمة في إيران وفهمها بدقة أكبر». وكما قال غاندي، «لا يصبح الخطأ حقيقة بسبب كثرة الدعاية حوله، كما أن الحقيقة لا تصبح خطأ لأن لا أحد يراها». إن رؤيتنا لسياسة الولاياتالمتحدة من الحزبين -وهي سياسة تدافع عن الحقوق الأساسية لكل الإيرانيين، تتطلب إنهاء تهديدات إيران للسلام والأمن، وتحترم قدرة الناس على حكم أنفسهم بكفاءة كشعب حرّ- سوف تتعزّز فقط مع ظهور هذه الحقائق في النهاية.