ينطلق اليوم السبت بالعاصمة الفرنسية باريس المؤتمر السنوي للمعارضة الإيرانية والذي سيعقد اليوم ويستمر حتى 10 يوليو، بحضور شخصيات سياسية عالمية وعربية وبمشاركة عشرات الآلاف من جماهير المعارضة الإيرانية وأنصارها حول العالم. ووفقا لبيان أصدره المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية من مقره في العاصمة الفرنسية، سيتوافد للمشاركة في هذا التجمع أكثر من 100 ألف من أبناء الجاليات الإيرانية المنتشرين في مختلف دول العالم، حيث يمثّل المشاركون أوسع معارضة شعبية إيرانية للديكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران. ويأتي تجمع هذا العام بعد بروز نظام ولاية الفقيه الحاكم في طهران كأكبر تهديد وتحدٍّ لجميع شعوب وبلدان منطقة الشرق الأوسط بل وجميع الدول العربية والإسلامية، كما أن المؤشرات خلال عام مضى أثبتت هشاشة هذا النظام وتراجعه أمام مواقف وإجراءات حاسمة، وفقا للبيان. زيف شعارات روحاني وأوضح بيان المعارضة الإيرانية أن تجمع هذا العام يأتي بعد ثلاث سنوات من رئاسة الملا روحاني وثبوت زيف ادعاءاته للإصلاح وتحسين الظروف السياسية والاقتصادية في إيران، كما أن الوتيرة المتصاعدة لتدخل نظام ولاية الفقيه في مختلف البلدان كسوريا والعراق واليمن ولبنان والبحرين وغيرها، لم يبق أي شك بأن نظام الملالي، كلما استمر في الحكم استمرت الحروب والإرهاب والمجازر في مختلف دول المنطقة. وبحسب بيان المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية: «يأتي هذا الحدث الفريد من نوعه على مدار السنة في وقت مر حوالي عام من الاتفاق النووي، وتراجع نظام ولاية الفقيه من إحدى ركائزه الثلاث للحكم، وآثار هذا التراجع في مفاصل الحياة السياسية وتفاقم الصراعات الداخلية داخل تركيبة الحكم الإيراني، وذلك على الرغم من الامتيازات الكبيرة والتنازلات التي أعطتها وقدمتها دول العالم لهذا النظام على حساب دول المنطقة وشعوبها واستقرارها وأمنها. مشروع المعارضة الإيرانية للتغيير واعتبر البيان أن هذا التجمع يعتبر تأييدا لمشروع السيدة مريم رجوي زعيمة المعارضة الإيرانية للحل الثالث لمشكلة إيران وتأكيدها على أن حل مشاكل الشرق الأوسط رهين بحل مشكلة إيران، وذلك من خلال تغيير ديمقراطي بيد أبناء الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية. ووفقا للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية فإن «عملية التغيير ممكنة في إيران عبر الاعتماد أولاً على إرادة الشعب الإيراني للتغيير، وثانياً على مقاومة منظمة ناضلت منذ خمسين عاماً ضد نظامين دكتاتوريين من أجل تحقيق الحرية والديمقراطية وحكم الشعب بمشاريع وخطوط عريضة واضحة، وبتمسكها على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وجميع المواثيق الدولية، وقد دفعت ثمناً باهظاً في هذا المجال من خلال تقديم مئة وعشرين ألفاً من أعضائها وأنصارها في سبيل تحقيق هذه الطموحات». حضور شخصيات عالمية وحول الشخصيات العالمية التي ستحضر المؤتمر، قال الدكتور سنابرق زاهدي، رئيس لجنة القضاء في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، إن «مئات من كبار الشخصيات الأميركية والأوروبية والعربية وغيرها من خمس قارات العالم ستحضر المؤتمر لتعلن عن تأييدها لمشاريع وبرامج المقاومة الإيرانية لإيران الغد. كما أن ممثلين عن أغلبية 40 برلماناً في مختلف دول العالم أعلنوا عن تأييدهم للمقاومة الإيرانية في مثل هذا التجمع». حضور أميركي واسع وبحسب قائمة الشخصيات السياسية التي ستحضر المؤتمر، وفقا ل «العربية.نت»، سيكون هناك وفد كبير من أعضاء الكونغرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، إضافة إلى نيوت غينغرتش الرئيس السابق للكونغرس الأميركي ومرشح الرئاسة الأميركية، وبيل ريتشاردسون سفير الولاياتالمتحدة سابقا في الأممالمتحدة ووزير الطاقة في إدارة كلينتون، وفرانسس تاونزند مستشارة الأمن الوطني السابق للرئيس الأميركي (2004-2007) وكذلك رودي جولياني عمدة مدينة نيويورك سابقا، هوارد دين الرئيس السابق للجنة الوطنية للحزب الديمقراطي ومرشح الرئاسة في أميركا. كما سيحضر كل من لوئيس فريح المدير السابق ل «إف بي آي»، ومايكل موكيزي، وزير العدل في الولاياتالمتحدة الأميركية (2007-2009) وتوم ريج. أول وزير الأمن الوطني في الولاياتالمتحدة (2003-2005) والسفير روبرت جوزف مساعد وزير الخارجية في الرقابة على الأسلحة والأمن الدولي وباتريك كندي. نائب الكونغرس الأميركي (1995-2011) والسفير جون بولتن، سفير الولاياتالمتحدة في الأممالمتحدة وكذلك شملت القائمة كلا من السفير ميتشيل ريس، المدير السابق لسياسة التخطيط في الولاياتالمتحدة في الخارجية، وفيليب كراولي، مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق للعلاقات العامة، والمتحدث باسم الخارجية وجنرال جيمز كانوي، قائد قوات المارينز وهو الذي قاد تسعين ألفا من قوات المارينز الأميركية والبريطانية في العراق، وليندا تشاوز مديرة العلاقات العامة في البيت الأبيض سابقا، وروبرت توريسلي، السيناتور السابق، إضافة إلى مسؤولين آخرين أميركيين. ومن أوروبا ستحضر شخصيات سياسية رفيعة كما سيحضر كل من سابين لتوزور شنارينبرغر وزيرة العدل الألماني السابق ، ود. هورست تلشيك، المستشار الأمني السابق للمستشار الألماني، وغونتر فرهوغن، نائب رئيس سابق للجنة الأوربية، وآندريانوس ملكرت. الممثل الخاص السابق للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، ووفود برلمانية من بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا والبرلمان الأوربي وإيطاليا وغيرها من الدول الأروبية. وفود عربية وشملت قائمة الضيوف شخصيات سياسية هامة من الدول العربية كسيد أحمد غزالي رئيس وزراء الجزائر الأسبق، ود. صالح القلاب وزير الأعلام الأردني السابق، ومحمد العرابي وزير خارجية مصر السابق، وعزام الأحمد رئيس كتلة فتح في البرلمان الفلسطيني، ود. بسام العموش وزير أردني سابق، وشخصيات سياسية وإعلامية من السعودية ووفود برلمانية من مصر والأردن وفلسطين والمغرب والبحرين. مريم رجوي: نظام الملالي خطر على العالم وسبق أن اعترف بيان أعقب مؤتمرااسلاميا عربيا كبيرا نظمته المعارضة الإيرانية في الخارج تحت عنوان «الإسلام الديمقراطي والمتسامح ضد الرجعية والتطرف»، وشارك فيه العديد من الوفود من الشخصيات السياسية ونواب البرلمانات من مختلف بلدان العالم بما فيها: فلسطين والاردن والجزائر والبحرين وسوريا والعراق والعربية السعودية والكويت ولبنان ومصر والمغرب واليمن وبريطانيا وايطاليا وبحضور رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية - الاعتراف بالمقاومة الايرانية بقيادة مريم رجوي ليس كمطلب الشعب الإيراني فحسب بل يعتبر حاجة لتحقيق السلام والهدوء في المنطقة وخطوة ضرورية لهزيمة ظاهرة التطرف المشؤومة. وكانت السيدة مريم رجوي، المتحدثة الخاصة في المؤتمر قالت في كلمتها:» مسلمو العالم من الشيعة والسنة لهم عدو مشترك وهو المتطرفون الحاكمون في إيران. واضافت: «إن سيل الدماء والنار الذي أشعله المتطرفون تحت يافطة الاسلام يمكن وضع حد لها، والحل يكمن في التضامن مع المقاومة الايرانية والشعب الايراني والصمود بوجه نظام ولاية الفقيه والمتعاونين معه من أمثال بشار الأسد والتيارات التي تتبعه في كل من العراق واليمن ولبنان وسوريا وتنفذ سياساته». وأكدت رجوي على الخطر الذي يتعرض له العالم من جانب هذا النظام بقولها: «طالما هذا النظام قائم على الحكم فان الشعب الايراني وغيره من شعوب منطقة الشرق الأوسط لا يرون الحرية والديمقراطية. هذا النظام الذي مازال يصر على امتلاك القنبلة النووية رغم معارضة الشعب الايراني والمجتمع الدولي له وهو يشكل خطرا على العالم برمته». وتم التأكيد على أن التفرقة بين الشيعة والسنة هو ما جلبه نظام «ولاية الفقيه» البغيض لاستمرار الخلافة اللاإسلامية واللاإنسانية.