أكدت عميدة شؤون الطالبات في جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن الدكتورة البندري اليوسف أن المملكة تواجه حملة استهداف شرسة لتهريب المخدرات إليها وترويجها بين أبنائها، وذلك نظراً إلى أهميتها ولما يتوافر بها من إمكانات اقتصادية واستتباب في الأمن والاستقرار، مما جعلها مطمعا للعديد من المفسدين، مشيرة إلى أن المملكة ضبطت أكبر كمية للمنشطات في العالم خلال العام المنصرم، واستشهدت بضبط الجمارك 33 مليون حبة مخدرة خلال عام، إضافة إلى إصدار وزارة الداخلية لثمانية بيانات عن حجم المضبوطات للمواد المخدرة بأنواعها كافة خلال ما يقارب السنتين، بلغت قيمتها 2.2 مليار ريال، مما يعكس قوة أجهزة الأمن في التصدي لهذه المشكلة. جاء ذلك في افتتاح الملتقى الإرشادي للتوعية بأضرار المخدرات بعنوان "يدا بيد نقضي على المخدرات" مساء أول من أمس بحضور مسؤولة الفرع النسائي للجنة مكافحة المخدرات الأميرة موضي بنت عبدالله بن محمد، والذي نظمته جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن بمقرها بالتعاون مع الإدارة العامة لمكافحة المخدرات . واستعرضت الدكتورة فاطمة بنت علي ناصر الدوسري من كلية التربية بالجامعة في ورقتها القصص التي قابلتها أثناء البحث الذي قامت به على المدمنات، وقالت إن بعض المدمنات أدمن على المخدرات بسبب محاولة إرضاء أزواجهن المدمنين أو المحافظة عليهم وإن أكثر الفئات التي قابلتها في مستشفى الأمل من الشباب بالإضافة إلى وجود حالات تعرضت لضغوطات في العمل، مشيرة إلى وجود 60% من قضايا المحاكم بسبب الإدمان، وإن أكثر قضايا الطلاق بين الشباب بسببه. وأضافت الدكتورة فاطمة الدوسري أن الإدمان على المخدرات يتسبب في حادث مروري بين كل ثلاثة حوادث، كما تحدثت عن أسباب تعاطي المخدرات وأكدت على دور الأسرة في تلك الأسباب وانهيار المثل الأعلى من الوالدين وإهمالهما للتربية السوية، وتحدثت أيضاً عن العوامل النفسية من قلق واكتئاب وإحباط والقابلية للاستهواء بواسطة رفقاء السوء، بالإضافة إلى العوامل الاجتماعية كغياب رقابة الوالدين والفشل الدراسي وعوامل ضغوط الحياة اليومية الناجمة من الرؤساء أو المرؤوسين. وشاركت مديرة الشؤون النسوية بمكافحة المخدرات بمنطقة الرياض منى الشربيني مع طالبات الجامعة في تحليل الفيلم الوثائقي عن المخدرات وأضرارها الذي عرض على الطالبات وأثارت تساؤلهن في من كان المذنب أهو المتعاطي أم والداه أم الأسرة؟ وناقشت من خلال ذلك بعض الدراسات المحلية في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة التي تقول إن 27.7% من المحكومين في السجن من متعاطي المخدرات. وحذرت الشربيني من المذيبات الطيارة مثل الأصمغة والبنزين ومزيل طلاء الأظافر حيث إنها تؤثر على خلايا المخ، خصوصاً على صغار السن الذين ما زالوا في طور النمو حيث قد تتلف خلاياهم، وأوضحت دورالأسرة في الحفاظ على الأطفال ودورها في عودة المتعافين من الإدمان للمخدرات مرة أخرى بسبب عدم ثقة الأهل أو الحماية الزائدة أو توقعات الأفضل من المتعافي أو معايرته وتذكيره، وتطرقت أيضاً إلى أسباب الإدمان والآثار والعلامات الدالة على المتعاطي وماذا تفعل الأسرة في حال وجود شخص مدمن فيها.