في أغسطس 2014، توعد الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ بصفته رئيساً لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر «دعاة الفتنة» على حد وصفه، قائلاً لهم: «يجب أن يعلم هؤلاء أن وقت الطبطبة على الأكتاف قد انتهى». تلك الرسالة «نشرتها صحيفة «الوطن» في عدد يوم 21 /8 /2014»، والتي وجهها الوزير آل الشيخ لدعاة الفتنة، داعيا الجهات المختصة إلى إيقافهم والبدء في محاكمتهم فورا على الجرائم التي نتجت جراء مخالفتهم للدولة وتجرئهم عليها، بل إحراجها مع المجتمع الدولي عبر التغرير ببعض شبابها من خلال زجهم في أتون الصراعات. واليوم بحمله للحقيبة الوزارية للشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، هو في المقدمة قائداً للجهاز المسؤول عن الدعاة والخطباء، ويتولى المسؤولية الكاملة عن المساجد وصيانتها والمتسولين ومن المسموح له بإلقاء المحاضرات في نحو 10 آلاف مسجد وجامع. التغرير بالشباب أبان آل الشيخ آنذاك أن التغرير بالشباب وقذفهم في مناطق الصراع جاء نتيجة «ترك الحبل على الغارب لدعاة الفتنة والضلال الذين يعيثون في الأرض فسادا من خلال توجهاتهم الفكرية التي تخالف ما عليه علماء هذه البلاد المباركة، والذين دائما ما يحرضون على ولاة الأمر بأي قرار يتخذ، ومن ذلك استمرارهم في الدعوة والتغرير بالبسطاء والسذج للانخراط في ما يسمى بالجهاد زورا وبهتانا، للزج بمن انخدع بهم في مواطن الفتن والحروب، علاوة على استنزاف جيوب المواطنين الذين انخدعوا بهم وبتوجهاتهم المشبوهة وأحسنوا بهم الظن وهم في الحقيقة على خلاف ظاهرهم». الطرح الوسطي لم يغفل آل الشيخ قبل 4 سنوات عن الإشارة إلى ما يتعرض له أصحاب الطرح الوسطي من هجمات منظمة يقودها دعاة الفتنة، والإشارة إليهم بمسميات ما أنزل الله بها من سلطان للتنفير منهم، حتى تخلو لهم الساحة للفساد في الأرض من خلال مخالفتهم لما ورد في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وفق منهج صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلماء السلف. ومن منظور رئيس للهيئات أصبح وزيراً، قال آل الشيخ، إن دعاة الفتنة لا يتعبون من محاولة اللعب على عواطف الناس وسلب عقول بعضهم وأموالهم للزج بهم في مواطن الفتن بدعوى الجهاد.. هذا الجهاد الذي يخالف به ما ورد في الكتاب والسنة من نصوص شرعية واضحة وجلية، وقد استغل دعاة الفتنة عدم وجود من يقف لتفنيد شبههم وضلالاتهم، إما خوفا من ألسنتهم أو إيثارا للسلامة». توعية النشء يبقى في ذاكرة آل الشيخ ما تحدث به أواخر أغسطس 2014 بأن من الأسباب التي عززت من سطوة دعاة الفتنة في المملكة، «عدم تضمين المناهج الدراسية ما يفيد الناشئة ويحذرهم من شر الفتن ودعاتها من خلال ما ورد في الكتاب والسنة وأقوال العلماء المعتبرين الذين يدعون إلى التمسك بالجماعة، وعدم الخروج على ولاة الأمر والتشكيك بالناس، وكذلك عدم توعية النشء بخطورة الأخذ عن دعاة الفتنة ودعاة الشر الذين يستغلون الشرع لتحقيق مآربهم الفاسدة من خلال الاستدلال بأدلة ضعيفة أو من خلال لوي رقاب النصوص خدمة لأغراضهم الدنيئة».