تعد الهند ثاني أكبر تجمّع إسلامي في العالم بعد إندونيسيا، إذ يبلغ عدد المسلمين فيها نحو 169 مليونا، ودائما ما تظهر الاحتفالات في الهند بشهر رمضان الكريم في مختلف المدن بشكل طبيعي، مثل دلهي ومومباي وكشمير وحيدر أباد، ومن ثم وقت الإعلان عن ثبوت رؤية الهلال ومعرفة بداية شهر رمضان، نجد الشوارع مليئة بالأفراح والأهازيج بشكل واضح مع تبادل التهاني بقدوم شهر الصوم، دون تعصب أو غضب من الديانات الأخرى. المسحراتي يحتفظ الهنود بعادة المسحراتي حتى اليوم، وأن فكرة المسحراتي، وسيرهُ في الشوارع هي في الدول العربية فقط، وتطلق كلمة سهري باللغة الهندية على المسحراتي، ومع نهاية الشهر يقوم سهري أي المسحراتي بأخذ الهدايا والنقود تحية وتقديرا من السكان له لما قام به من دور رائع في إيقاظهم من أجل تناول الطعام قبل موعد الفجر.
موائد الإفطار من أبرز العادات الرمضانية أيضا في الهند أن يشترك سكان المنطقة الواحدة في موائد الإفطار، وأشهر الأطعمة على مائدة الإفطار الهندية هي «دهي بهدي، حليم، الهريس». السائد في الهند طوال شهر رمضان أن ترى الصغار والكبار قبيل أذان المغرب يحملون على رؤوسهم الأطباق متجهين بها نحو المساجد بانتظار وقت الإفطار. من أبرز هذه العادات هي أن يفطر البعض في الهند على الملح إذا لم يجدوا الماء أو التمر، ويختلف ثبوت هلال شهر رمضان لديهم من مكان لآخر نظرا لاتساع مساحتها، كما ومن بعد ذلك يقومون بتناول الطعام الذي يكون طبق الأرز فيه من الأطباق الرئيسية، ومن حوله نجد وجبة دهي بهدي المشهورة لديهم، وهي عبارة عن فلافل بالزبادي، ومن الممكن أن تجد حليم على المائدة، وحليم هذه هي وجبة اللحم بالمسمى الهندي التي لا تخلو منها مائدة، وتقدم بالبهارات الهندية الرائعة والنكهات والمرقة الهندية المميزة.
الحلوى وجبة رئيسية يحب الهنود حلوى الخجلا والفيني والشعرية بالحليب، هذه هي الوجبة الرئيسية من الحلوى على موائد الهنود المسلمين، ومن العصائر نجد عصير الليمون والحليب، وهناك في بعض مقاطعات الهند نجدهم يهتمون بمشروب الأرز بالحلبة والكركم بجوز الهند، عبارة عن خلطة مركبة يهتمون بها ويرون أنها تعطي طاقة كبرى للجسم، كما يقومون بتوزيعها بشكل خيري في صلاة التراويح بشكل يومي على بعضهم البعض. أما المشروب الرئيسي فهو شراب «الهرير»، كما يفطر عليه الصائمون يوميا، وهو عبارة عن مزيج من الحليب والسكر واللوز، ولا تغيب الفواكه بأنواعها المختلفة عن مائدة الإفطار الهندية طوال أيام الشهر الفضيل، وبخاصة التمر والبرتقال والعنب.
جمعة الوداع تعرف الجمعة الأخيرة من رمضان في الهند باسم «جمعة الوداع»، ويعتبر المسلمون هناك هذه الجمعة مناسبة عظيمة للاجتماع والالتقاء، فتشهد المساجد حشوداً غفيرة من المصلين، ولأجل هذا الاجتماع تغسل الشوارع والساحات المجاورة للمساجد الخميس الأخير من رمضان، ويمنع مرور الناس في تلك الشوارع والساحات المحيطة بالمساجد، ويبقى هذا الحظر ساري المفعول إلى وقت الانتهاء من صلاة الجمعة.