لا مبالغة ولا تهويل.. كلّ ما في الأمر هو أن "سخانات" المياه في منازل مركز صفوى تحولت إلى أجهزة "تبريد" وليست أجهزة "تسخين". وتُستخدم مياهها الباردة لتختلط بالمياه الساخنة القادمة من شبكة المياه المحلاة وإحداث توازن حراري بين الماءين. ومنذ أن بدأ ضخ المياه المحلاة في صفوى قبل أسابيع بمعدل 35 ألف متر مكعب يوميا، والسكان يعانون حرارة عالية لا يمكن احتمال استخدامها مباشرة في الغسيل والاستحمام. وقال المواطن علي الملا، وهو من سكان المدينة: إنه اضطر إلى التحايل على حرارة المياه بإيقاف التيار الكهربائي عن سخانات المنزل لكي تتوفر فيها مياه باردة ومن ثم استخدامها كما هي مع مياه الشبكة الحارة. وأضاف: أن أطفاله لا يمكنهم الاستحمام مباشرة من المياه القادمة من الخارج ما لم يتمّ تخزينها في الخزان وتركها مدة حتى تفتر حرارتها. لافتا إلى أن حرارة المياه لا تعترف بزمن معين في اليوم، بل هي مستمرة على مدار الساعة. من زاوية أخرى تساءل مواطن آخر هو حسين السعيد عن استمرار الحرارة على هذا الوضع بعد انتهاء الشتاء وعودة فصل الصيف ووصول درجة الحرارة إلى 50 درجه مئوية، وربما أكثر كيف سيكون الحال؟. ومن جهته كشف ل"الوطن" مصدر في شركة الجبيل للمياه والكهرباء "جواب"، أن سبب ارتفاع حرارة المياه هو إنتاجها بطريقة التبخير الوميضي تحت درجة حرارة عالية جدا، ويتمّ ضخها في الشبكة دون المرور بعملية تخزين، بل ترحل إلى المنازل فور انتهاء عملية الإنتاج. لافتا إلى أن وحدة التبخير الوميضي تتكون من مجموعة ملتصقة من غرف التبخير الوميضي، حيث يتدفق ماء البحر من الغرفة الأخيرة خلال أنابيب وتزداد درجة حرارته تدريجيا حتى يصل إلى مسخن المحلول الملحي الذي يستخدم الغاز الطبيعي بوصول الماء إلى الغرفة الأولى التي تكون مفرغة هوائيا ويتحول الماء إلى بخار ثم يتكثف على أنابيب ماء البحر الداخلة، ويتم جمع الماء العذب ليخرج كمنتج والماء الباقي يعود إلى البحر كرجيع. مشيرا إلى أن الحل هو إيجاد خزانات لتخزين المنتج قبل الشروع في ضخه إلى خطوط التوزيع.