الكل يعلم ما لعسير من جمال وبهاء، فهي كالعروس التي تتجمل لتلقى مصطافيها في ليلة من ليالي الصيف الفاتن. ولكن كانت المفاجأة إلا أن يتكرر سيناريو المسلسلات المصرية التي تغتال فرح العروس بإعداد مفاجآت لعريسها، كانت المفاجأة من أمانة منطقة عسير التي بدأت تكسر خطوطا وتضع الحواجز الخرسانية القاتلة والتحويلات الغادِرة في وجه المصطافين ترحيبا لهم، بقينا عاماً كاملا وطرق تسير بشكل أكثر من رائع وحركة النقل ومرور السيارات الصغيرة والكبيرة في انسيابية تامة، كم تألمنا ونحن نمشى بجوار الكبري الجديد (تحت الإنشاء) المجاور للحي السكني (مخطط حسام) ونحن نقول اللهم سلم سلم، سنين طوال عجاف ولم تحركوا ساكنا، ولكن تأتي الطامة الكبرى أمام جامعة الملك خالد بلعصان وذلك الطريق الحيوي والشريان المهم الرابط بين مدينة أبها ومحافظة خميس مشيط فما تلك الحواجز الخرسانية إلا كسيوف تنتظر المصطافين، وبعد التذمر ومحاولة اللجوء إلى مكان يخفف روعة ما رأينا فلا رأينا أجمل من القرى والهروب من ضوضاء المدينة فسنسلك طريق أبها الطائف ذلك الطريق السياحي الجميل وترى قرى بنى مالك سحر الخيال وحياة الريف الجميلة ولكن، تأبى الأمانة إلا بتقديم اختبارات أخرى لك عزيزي السائق المصطاف. واختبارات نفسية لمرافقيك فعلى مدخل قرى بنى مالك طريق الطائف حواجز خرسانية والطريق ضيق جداً واختير له مكان مناسب في أحد المرتفعات لكي ترى إمكانات قيادتك لسيارتك ومدى جاهزية مرافقيك لتحمل أعباء السفر. يخرج المصطاف من أبها البهية وهناك أسئلة عدة تدور في نفسه وينتظر إجابة قد تشفي غليله. هل أبها مدينة حديثة (لا يوجد بها بنية تحتية)؟ هل هو تنفير للمصطافين؟ قد أتطفل وأجيب لغيرتي على منطقة عسير ولكن لا إجابة لي إلا أن أقول وبصوت ضعيف (عسير تحت الإنشاء).