فهد الشريف نحتفي في ال28 من أبريل الحالي بتخرج دفعة من الطلاب والطالبات المبتعثين في الصين، سعداء وفخورون بهم، طلاب يتقنون اللغة الصينية ويجيدون الإنجليزية، مارسوا مهارات تعليمية في أفضل الجامعات الصينية في كافة التخصصات الهندسية والصحية والإدارية، وهذا نتاج الدعم الكبير الذي يحظى به برنامج الابتعاث من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، وترجمة لجهود وزارة التعليم بقيادة الوزير أحمد العيسى، ووكيل الوزارة لشؤون الابتعاث الدكتور جاسر الحربش. نتابع في الملحقية الثقافية بالصين مجريات دراسة الطلاب المبتعثين منذ بداياتها، نحاول أن ندعمهم بكل إمكاناتنا، وهذا واجبنا الذي نقوم به بحب حتى نراهم يصلون لهذه اللحظة.. لحظة التخرج، وهو الوقت الذي ينتظره أيضا أولياء أمورهم وأقاربهم وقبل ذلك الوطن العظيم المملكة العربية السعودية. منذ تكليفي بالعمل كملحق ثقافي في الصين، وأنا أتمنى أن أرى عدد الطلاب المبتعثين في الصين أكثر مما هو عليه الآن، فالعلاقات السعودية الصينية تعيش حاليا قمة تطورها، فهناك المجلس السعودي الصيني الأعلى الذي يرأسه من الجانب السعودي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله ورعاه-، ومن الجانب الصيني نائب الرئيس الصيني، وهو مجلس سنوي يعقد بالتناوب في الرياض وبكين، ومن يتابع صفقاته واتفاقياته يعي تماما بأن العلاقات السعودية الصينية تتطور بشكل كبير وفي قفزات تاريخية لم نشهدها من قبل، الطلاب المبتعثون في الصين هم وقود هذه الاتفاقيات والمشاريع، هم من سيعملون بها، ولكن العدد قليل جدا، الكثير من الراغبين في الابتعاث للخارج لا يضعون الصين ضمن خياراتهم، وأهم الأسباب التي تجعلهم يفعلون ذلك هو اعتقادهم بصعوبة اللغة الصينية، وهذا الشيء سيعرف الجميع أنه مجرد وهم فور مقابلته لأبنائي الطلاب المبتعثين في الصين، فهم يتحدثون اللغة الصينية، وبلهجاتها المختلفة أيضا، وهذا ما يجعلهم محل اهتمام الشركات الصينية العاملة في السوق السعودي، التي تحاول استقطابهم وتوظيفهم، لأنهم الأنسب للعمل ضمن بيئة عمل صينية فهموا من قبل ثقافتهم وأسلوبهم وطريقة تفكيرهم، وبذلك يجعلون من عمل الشركات الصينية في السعودية أسهل وأفضل. وهذه دعوة لأبنائي الطلاب في المدارس والجامعات في السعودية الراغبين في إكمال مشوارهم التعليمي في الخارج أن يأتوا للدراسة في الصين، فهي بوابة لفرص مستقبلية، خاصة في مجال المشاريع السعودية الصينية المشتركة، واطلبوا العلم ولو في الصين.