نايف الحربي كثيرا ما نلاحظ في مجتمعنا المتقدم والمتحضر والمتعلم، تداول بعضنا هذه المصطلحات «هذا بدوي، وهذا حضري»، وأيضا الكثير غيرها، مما يمثل تفريقا واضحا بين أفراد المجتمع!. لقد أوشكنا على إتمام الربع الأول من القرن الحادي والعشرين، وما زال هناك -للأسف- من يرتدي نَظّارة العنصرية التي تهدف إلى تصنيف مجتمعنا السعودي المتآلف والمتماسك وتقسيمه، وبث الحقد والكراهية والعداوة بين أفراده، بل وحتى تفكيك المجتمع وجعله غير متجانس وغير مترابط! كيف يكون ذلك ممكنا! وأفراد المجتمع السعودي تجمعهم أرض واحدة ودولة واحدة وهوية وطنية واحدة، بل وقبل هذا كله يجمعهم دين واحد وهو دين الإسلام. الحديث في هذا الموضوع طويل جدا، ولا تسعه هذه الصفحة بأكملها لتناول جوانبه، ولكن من المؤكد أن ديننا الإسلامي الحنيف اختصر لنا هذا الموضوع، وذلك بالحث دوما على ضرورة المساواة وعدم التفريق بين الناس «عربي أو أعجمي، أبيض أو أسود» إلا بالتقوى. فعلينا أن نتجرد من هذه التصنيفات العنصرية، والعصبيات الجاهلية التي تنخر في المجتمع وتفكك أجزاءه، حتى نجتث فتن «العنصرية» من جذورها، ونتعاون جميعا في بث روح المساواة والألفة والأخوة والمحبة والتراحم بين أفراد المجتمع السعودي العزيز. «دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ» كما أمَرَنَا الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولنكن يدا واحدة مُمْسِكةً بيد ولاة أمرنا -حفظهم الله ورعاهم- حاملين مفتاح التوكل على الله عز وجل، لفتح أبواب التقدم والتطور والازدهار لمملكتنا الغالية، في ظل كتاب الله عز وجل، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.