الأجواء المعتدلة التي تشهدها المملكة في الشتاء تدفع الكثير من السعوديين إلى "طلعات البر"، للاستمتاع بهذه الأجواء، مما ينشط حركة تأجير الخيام والزل في هذه الفترة من السنة التي تعتبر موسماً مميزاً لهذه التجارة، فبرودة الجو تجعل محبي البر وعشاقه يتجهون لاستئجار الخيام، كما أن إقامة مهرجان الملك عبدالعزيز لمزاين الإبل في أم رقيبة، زادت من نشاط تأجير الخيام أيضاً. سعد العطوي (صاحب محل لتأجير الخيام) أكد أن الشتاء يجعل الناس تتجه لاستئجار الخيام لنصبها في البر، والتمتع بالأجواء الرائعة، خصوصاً مع نهاية الأسبوع يومي "الخميس والجمعة"، كما أكد أن مهرجان مزاين الإبل يتيح موسماً جيداً لهم بسبب أن كثيراً من ملاك الإبل يستأجرون الخيام لنصبها في أم رقيبة، ليكونوا قريبين من المهرجان، والاستفادة من خلال العروض التي تقام على هامشه. وأوضح صاحب محل لتأجير الخيام والزل( فهد العنزي) أن المستأجرين يحرصون على الخيام ذات النوعية الجيدة، فتجدهم يبحثون عن الخيام الكويتية، وكذلك السعودية، مع الحرص على أن تكون مبطنة، وغير ذلك من المواصفات التي تتميز بها هذه الخيام، مبيناً أن أسعار الخيام تتفاوت ما بين 90 ريالاً في اليوم إلى 1200 ريال، حسب نوع الخيمة ومساحتها، وكذلك التجهيزات المرافقة لها، سواء كانت زلا أو مراكي وغيرها. وأكد العنزي أن المستأجرين الذين يذهبون إلى مهرجان الملك عبدالعزيز لمزاين الإبل يحرصون على استئجار الخيام ذات الحجم الكبير. وأشار أحد أصحاب محال تأجير الخيام( فلاح الشمري) إلى أن التأجير ليس فقط هو الهدف من عمله، بل توفير خدمات للزبائن من خلال نقل وتركيب الخيام، وتوفير خدمات للزبائن من خلال وضع التجهيزات الخاصة بالخيام من إضاءة أو خزانات مياه، وذلك من أهم أسباب الإقبال على محل دون آخر. وبين الشمري أن تأجير الخيام يزدهر في مواسم ويتراجع في أخرى، فهو يزدهر أيام الشتاء والربيع، وكذلك في شهر رمضان، حيث إن المساجد تستأجر الخيام لإقامة ساحات لتفطير الصائمين فيها. وللزبائن أيضا رغباتهم الخاصة في الخيام من حيث الحجم والنوعية، حيث أوضح فيصل النفيسة أنه يسعى في هذه الفترة من السنة لاستئجار الخيام للتمتع بالأجواء الباردة، وكذلك لأن الخيمة توفر حماية في حالة تقلب الجو سواء مع اشتداد البرد أو هطول الأمطار، مؤكداً أنه يحرص على جودة الخيمة، وأن تكون ذات جودة عالية، بحيث تحمي قاطنيها من البرد أو الأمطار، وهذا يكون من خلال الخيام المبطنة المزودة بشراع لحمايتها. وحول عدم شراء الخيام، أكد فهد الحربي أنه لا يحتاج الخيمة إلا في هذه الأوقات من السنة، كما أن تخزين الخيام يضر بها، مؤكداً أن الاستئجار يعتبر الطريقة الأفضل، لأن محلات التأجير توفر الخيام الحديثة، وهذا أحد الأسباب التي تجعله لا يسعى لشراء الخيام. وبين نايف البدراني أن محلات الخيام توفر مجموعة من الخدمات التي تجذب الزبائن لها، فمنها نقل وتركيب وفك الخيام، وكذلك تجهيز المخيم بما يحتاجه من مواتير، وخزانات مياه ودورات مياه، مشيرا إلى وجود مبالغة في الأسعار في بعض الأوقات خصوصاً في المواسم، وعند ازدياد الطلب. وحول عدم التوجه إلى المخيمات الجاهزة والمنصوبة مسبقاً، بين زيد السبيعي أن كثيراً من المخيمات الجاهزة أسعارها مبالغ فيها، بالإضافة إلى أنها تجبر المخيمين على أماكن محددة، كونها منصوبة بشكل شبه دائم، بينما الخيام المستأجرة توفر الحرية في التنقل للمخيمين حسب الأجواء، وكذلك حسب الأماكن. واكد السبيعي أن هناك من يستأجر أجهزة الصوت أيضاً من هذه المحلات لإقامة حفلات الأفراح أو المناسبات، وكذلك لإقامة مجالس العزاء في بعض الأحيان، كون محلات تأجير الخيام توفر التجهيزات الخاصة بذلك من زل وكراسي وغيرها.