قال منسق الأحساء المبدعة في شبكة اليونسكو، مدير مكتب التراث العالمي في الأحساء، المهندس أحمد المطر إن المدن جاذبة للأدباء والمفكرين، يجتمع فيها المنتجون وأصحاب الأفكار والإنتاج المتميز والابتكار لتبادل الأفكار، وفي المدن تنمو الثقافة والتنمية الاجتماعية والأفكار الجديدة، مستشهداً بمقولة لأحد الأدباء بقوله لأحد شعراء الأحساء: (لا تقبع في بلدتك الصغيرة، بل سافر إلى الحواضر الثقافية العربية الكبرى للاحتكاك بالقامات والرموز الأدبية الكبيرة هناك). انسجام اجتماعي أضاف المطر خلال الأمسية الحوارية التي حملت عنوان «إيجاد مدن شاملة ومرنة» بتنظيم من فرع جمعية علوم العمران بالأحساء في القرية التراثية بالأحساء، أن الغالبية العظمى من المخططين للمدن يرفضون المساس بالمناطق القديمة والتراثية، ويؤكدون على الحفاظ على هوية المدينة، وأن تخضع لإعادة التأهيل بطريقة علمية، والاستفادة من التجارب العالمية مع الحفاظ على النسيج العمراني والطابع المعماري، وإدخال الأنشطة التي تتناسب مع المواقع لتوفير الأعمال بجانب السكن، رافضاً بشدة فكرة توسعة أو استحداث الطرق والشوارع في المناطق القديمة، داعياً إلى توفير المواقف والخدمات والطرقات في المواقع المجاورة لها، لافتاً إلى أن غالبية السائحين يحرصون على زيارة المواقع والاستمتاع في الأحياء القديمة. وأكد أن بوصلة السياحة في المملكة تتجه إلى الثقافية والتراثية، وأن السائحين من مختلف دول العالم يبحثون عن الهوية الثقافية، مشدداً على مشاركة سكان المدينة في أعمال التخطيط ورسم شكل ومستقبل المدينة، موضحاً أن الإنسان يشكل المدينة وبالتالي المدينة تشكل الإنسان، مضيفاً أن النسيج العمراني في قلب المدن والقرى قديماً متماثلة وذلك لتماثل الناس وانسجامهم الاجتماعي، مشيراً إلى أن الأرقام الإحصائية العالمية تشير إلى أن نصف سكان العالم يسكنون في المدن، وفي عام 2030 ترتفع النسبة إلى 60% من سكان العالم يعيشون في المدن، لذا يجب على المخططين في العالم التركيز على المدن مقارنة بالأرياف والقرى.