حذر المختص في مجال العلوم الهندسية في هندسة الغذاء وليد السعيد، المستهلكين من تناول المنتجات الغذائية التي تحتوي على مواد غذائية معدلة وراثيا، مشيرا إلى أن الهدف من التعديل الوراثي على المواد الغذائية هو هدف تجاري لزيادة كمية إنتاج المحصول الزراعي، أو إنتاج محاصيل زراعية تستخدم كأعلاف للحيوانات فتساعد على تسمينها بفترة قصيرة أو بهدف زيادة ما تنتجه هذه الحيوانات من حليب وبيض وغيره. التعديل الوراثي أوضح السعيد أن عملية التعديل الوراثي تتم عن طريق تغيير في المادة الوراثية للكائن الحي بتدخل بشري بطرق لا تحدث في الظروف الطبيعية، عن طريق تعديل التركيب الوراثي الذي يحدده الحامض النووي، وأن أي غذاء تعرض لهذا التعديل يعتبر غذاء معدلا وراثيا، أي مصنّع وغير طبيعي، سواء أكان خاصا بالإنسان أو الحيوان (أعلاف). تأثيرات ومخاوف قال المهندس «إن هذا التغيير الذي يحدث على التركيبة الطبيعية للكائن الحي يؤثر على عمل الدورات الكيمو حيوية، بالتالي تثبيط أو تنشيط عمل هرمون أو إنزيم معين، تدور حوله المخاوف أن ينتقل ذلك التأثير إلى الإنسان إذا تناول أغذية معدلة وراثيا أو غذاء أنتج من حيوان تغذى على أعلاف تحتوي على أغذية معدلة وراثيا». معلومات شحيحة أشار السعيد إلى أشهر الأغذية المعدلة وراثيا (الكانولا، فول الصويا، القطن، والذرة الصفراء)، مبينا أن المعلومات المقدمة من الشركات المنتجة لهذه الأغذية شحيحة وليست واضحة، والدراسات التي أجريت على ذلك غير دقيقة، لعدم توفر المعلومات الكافية، ولم تثبت حتى الآن مأمونية هذه الأغذية، ووضعت الهيئات والمنظمات ذات العلاقة القوانين والتشريعات الصارمة على هذه الأغذية، فألزمت الهيئة العامة للغذاء والدواء السعودية بأن يحتوي المنتج المعدل وراثيا على بطاقة تكون ظاهرة وواضحة وبلون مختلف، تبين أن هذه الأغذية أو بعض مكوناتها معدلة وراثيا. استفسارات تساءل المختص بالهندسة الغذائية ماذا عن الأغذية التي تنتج من حيوانات تتغذى على أعلاف تحتوي على أغذية معدلة وراثيا، كمنتجات المواشي من أغنام وأبقار أو دواجن أو أسماك، هذه المنتجات سواء أكانت لحوما أو منتجات ألبان مختلفة أو بيض، وللأسف لا يتم توضيح ذلك على هذه المنتجات، مبينا أن إنتاج الأبقار من الحليب في السعودية عام 1981م للبقرة الواحدة كان 10 لترات يوميا، وبعد إدخال أغذية كفول الصويا والذرة الصفراء وبذرة القطن، أصبحت تنتج في وقتنا الحاضر ما يزيد عن 35 لترا لكل يوم بزيادة أكثر من 250 %. التوضيح للمستهلك أبان السعيد أن المنتج الغذائي النهائي من حيوان تغذى على أعلاف معدلة وراثيا، يجب أن يوضح عليه ذلك للمستهلك، وألا يقتصر التوضيح فقط على الأغذية التي تم التعديل الوراثي عليها مباشرة، وذلك لأن المخاوف تكمن في انتقال هذا التأثير إلى الإنسان، كما وجد في فول الصويا المعدل وراثيا أثر على هرمون الذكورة التستوستيرون.