الوطن/ ألو... دكتورة نادية خوست؟ نادية/ نعم. كيف تقدمين نفسك؟ كاتبة روائية سورية من مواليد عام 1935 نشرت خمسة عشر كتابا في الرواية والقصة والعمارة العربية وعضو في لجنة دعم الانتفاضة. أي انتفاضة؟ الانتفاضة الفلسطينية. لكن الآن لا توجد انتفاضة؟ الانتفاضة مستمرة حتى تحرير فلسطين والأرض العربية. أنت متأثرة بالكاتب الروسي تشيخوف؟ أنا قدمت رسالة الدكتوراه في تشيخوف. بعد هذا المشوار الطويل، ماذا تقولين؟ ماذا أقول، كيف؟!. ما الذي تقولينه للآخر؟ أقول إن الثقافة دائما تكتسب وليست محدودة بشهادة. هل تأثرت بالثقافة الروسية؟ طبعا تأثرت، لكن ليس على حساب ثقافتي العربية. الأحداث العالمية..؟ الأحداث شو؟!. العالمية؟ ما بها. هل غيرت قناعاتك كمثقفة عربية؟ أبدا رسخت قناعاتي أكثر. تقولين هذا من قبيل ثقافة الممانعة والمقاومة؟ أبدا أقولها صادقة. على من تحسبين؟ ما فهمت. هل تنتمين للقومية العربية أم إنك أممية تنتمين للإنسانية؟ أنا من أصول شركسية، أجدادي من الشركس المهاجرين لسوريا. أنت شركسية؟ نعم، ولكن ثقافتي عربية وولائي لوطني الصغير سوريا ولوطني الكبير الوطن العربي. هل مازلت تحلمين؟ طبعا وسأظل أحلم إلى ما لا نهاية. ما رأيك بالمثقف العربي؟ المثقفون العرب رائعون، لكن للأسف هناك إغراءات كثيرة يسقط بها المثقف العربي. ما هي؟ ملّوا من الموقف الوطني الثقافي، وأصبح كل واحد يبحث عن مصالحه الشخصية. لماذا برأيك؟ لأن السياسة الراهنة ولدت شعورا بأن الثقافة كمالية؛ وهذا ما يجعل المثقف العربي أكثر تورطا. تورطا في ماذا؟ تورطا في السقوط في الإغراءات، بمعنى يدخل المثقف في تساؤل كيف أدبر نفسي. وهذا من حقه؟ لا ليس من حقه، هناك رسالة لدى المثقف العربي. حتى في ظل سقوط المشروع العربي المزعوم؟ المشروع العربي العام لم ولن يسقط، الذي سقط هو عبارة عن أشخاص في المشروع العربي. أدونيس تغيّر يا سيدتي نادية؟ أنت تريد أن توقعني بمشكلة مع أدونيس! ألم تلحظي تغيرا ما على أدونيس؟ إذا أردت أن تسألني ثقافيا عن تحليل هذا الشخص أو ذاك قد يكون لي رأي مختلف تماما عن موقفه السياسي مع أنه متصل عضويا بالتعبير الفكري والفني. نعم. ومع ذلك أتناول موقفه من مسألة فلسطين، أنا يهمني الموقف السياسي. أنت تنطلقين من مواقف قومية؟ طبعا أنا يهمني الشأن العربي. لم تجيبيني عن التغير الذي طرأ على أدونيس؟ أدونيس لاشك أنه قامة فنية وفكرية، اشتغل باستمرار لكنني في الآونة الأخيرة لدي تحفظ كبير جدا. على أدونيس؟ نعم، وخصوصا ذهابه إلى مؤتمر غرناطة. لماذا، ألم يكن من حق أدونيس أن يقول ما يشاء دون وصاية؟ صحيح، لكن ليس من حقه أن يقول في المؤتمر إن إسرائيل تنتمي إلى المنطقة. هذه رؤية أدونيس؟ لا، أدونيس تجاوز ويجب أن يحاسب. أدونيس يجب أن يحاسب، كيف؟ أقلها أن يحرم من عضوية اتحاد الكتّاب العرب. هل تعتبرين أدونيس متخاذلا مثلا؟ بدون هذه التسميات، أنا أتحفظ على موقف أدونيس السياسي، هناك كثير من المثقفين العرب لدي تحفظ على مواقفهم السياسية. مثل من؟ عندك نجيب محفوظ مثلا، أنا أتحفظ على موقفه السياسي من إسرائيل. هل لأنه منح نوبل؟ جائزة نوبل، وبوكر العربية. حتى جائزة بوكر العربية؟ نعم هل تعلم ما هي جائزة بوكر؟ هي جائزة تمنح للرواية العربية. لا، البوكر جائزة صهيونية. البعض يرى أنك متعصبة في آرائك؟ هذا هو الواقع، وللأسف توهم البعض في الكتابة عن الجنس والدين باعتبار أن الموضة هي أن يكتبوا بهذا الاتجاه. دكتورة نادية شكرا حوارنا انتهى.. عفوا.