لم تعد التنمية قضية اقتصادية فحسب، وإنما أصبحت قضية حضارية تتداخل فيها عوامل البيئة السياسية والاجتماعية وجميع عوامل النهضة الحضارية بمعنى أن الدول ترفع شعار أكون أو لا أكون، كذلك لم يكن نهوض اقتصاد المملكة العربية السعودية وليد الصدفة، إنما هو نتاج تطورات أجيال وتجارب إنسانية على مر الزمان، بالتالي جاء التخطيط الاقتصادي نتاجا لتلك التطورات وفي ضوء الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها المملكة، وأهمها رفاهية المواطنين من خلال تنظيم وإدارة النشاط الاقتصادي، فقد تجسد هذا التوجه بقيام ولي العهد الأمير «محمد بن سلمان» حفظه الله بإطلاق مشاريع اقتصادية ضخمة تهدف إلى وضع المملكة بالمراتب الاقتصادية الأولى بين دول العالم. إن المتتبع للسياسات التنموية الاقتصادية في المملكة سيشعر بالتأكيد بالتحسن، وذلك بتوفر المناخ الملائم للاستثمار المنتج والمحفز على الإبداع والابتكار وعلى الزيادة الإنتاجية، فمشروع «نيوم» الذي أطلقه الأمير «محمد بن سلمان» بروحه الشبابية يعد الأضخم على المستوى العالمي، وسيضع المملكة في منطقة بعيدة تغرد وحدها اقتصادياً واستثمارياً عن باقي دول العالم، حيث سيكون مشروع نيوم محطة جذب حقيقية سياحية ما بين مدن ومشروعات، بالإضافة إلى منتجعات سياحية تعد فريدة من نوعها بالعالم أجمع، فقوة الدول السياسية والعسكرية ومستوى رفاهية مواطنيها يرتبطان بشكل مباشر بحجم اقتصاداتها. لقد تم تصميم المنطقة الخاصة بمشروع «نيوم» لتتفوق على المدن العالمية الكبرى من حيث القدرة التنافسية ونمط المعيشة إلى جانب الفرص والتسهيلات الاقتصادية المتميزة، إذ من المتوقع أن تصبح مركزاً رائداً للعالم بأسره، وحينها سيتوقف رواد الاقتصاد بالعالم لدراسة ذلك المشروع ودراسة هرم من التنمية التي تتحقق على أرض المملكة في فترة زمنية وجيزة. إن من يحمل راية المملكة ومستقبلها ويحارب من أجل نهضتها الاقتصادية والتنموية لهو الأحق بالالتفاف حوله ومساندته، فسفينة المجد الاقتصادي يقودها وسط أمواج عاتية ليصل بالأخير بالسفينة إلى بر الأمن والأمان، ذلك هو طموح الأمير الشاب «محمد بن سلمان» حفظه الله، ونحن اليوم أمام مستقبل يصنعه العلم والطموح بروح شبابية. حفظ الله المملكة وشعبها.