الدمام، الجبيل، الأحساء، بقيق، قرية العليا: مفرح الجبيري، علي آل فرحة، سعيد الشهراني، عبدالله السلمان، عدنان الغزال، محمد آل مهري، بدر نايف تواصل لليوم الثاني تردي الأحوال الجوية في مدن ومحافظات ومراكز المنطقة الشرقية جراء موجة الغبار التي ضربت المنطقة منذ أول من أمس وألقت بآثارها على سكان المنطقة، وأدت إلى العديد من الحوادث المرورية وغياب عدد من الطلاب عن مدارسهم، إلى جانب زيادة أعداد مراجعي المستشفيات طلبا للعلاج والأكسجين. وتسبب سوء الأحوال الجوية أمس في تأخير ثلاث رحلات من مطار الملك فهد الدولي بالدمام، وأوضح مدير المطار المهندس خالد المزعل ل"الوطن" أنه بسبب سوء الأحوال الجوية التي خيمت على أجواء المنطقة يوم أول من أمس تأخرت ثلاث رحلات مغادرة من مطار الملك فهد بالدمام، الرحلة الأولى التي كانت مغادرة إلى جدة، تأخرت ساعتين، والرحلة الثانية المغادرة إلى نجران تأخرت ساعتين أيضا، ورحلة دولية مغادرة إلى صنعاء تأخرت بعض الوقت ثم بعد ذلك أقلعت إلى وجهتها. موضحا أنه لم يتأخر يوم أمس سوى رحلة واحدة متجهة إلى مطار نجران بسبب سوء الأحوال الجوية في المطار. إلى ذلك، ساهم فرسان مركز الخدمات الاجتماعية "التطوعي" في تعليم البنين بالأحساء، والمقام بمدرسة عمار بن ياسر الابتدائية بحي العسيلة في الهفوف في تخفيف معاناة المواطنين والمقيمين من موجة الغبار التي اجتاحت الأحساء أول من أمس، وذلك عندما سارعوا إلى توزيع كمامات طبية على سائقي السيارات والمتسوقين من المواطنين والمقيمين في الشوارع والميادين العامة في مدينة الهفوف. وفي ذات السياق حاضر الطبيب في مستشفى الملك فهد بالهفوف الدكتور محمد بن خالد العبدالعالي أمس على طلاب مدرسة أشبيليا المتوسطة في المبرز، في محاضرة تحت عنوان "الشتاء بلا أمراض"، بيّن خلالها الإجراءات التي ينبغي اتخاذها في مثل هذه الأجواء الباردة، والتي تكثر خلالها نزلات البرد، كما تناول الفرق بين الفيروسات والبكتيريا وكذلك كيفية الوقاية من الأجواء الباردة ووسائل التدفئة ومنها غياب كثير من الأمراض المنتشرة سابقا. ودعا أصحاب الأمراض المزمنة مثل السكر والضغط وغيرهما إلى ضرورة الاهتمام بأنفسهم وأخذ الحيطة والحذر من تقلبات الجو، والاهتمام والعناية بارتداء الملابس الشتوية. من جانبه أكد مدير مستشفى الولادة والأطفال في الأحساء الدكتور عبدالحميد البنيان ل"الوطن" أن قسم الإسعاف في المستشفى استقبل منذ بداية الغبار وحتى صباح أمس "353" منهم "241" حالة تعاني من مشاكل صدرية تأثروا بالموجة ممن يعانون من مرض الربو والجهاز التنفسي، وتم تنويم "18" مريضا ومريضة استدعت حالاتهم البقاء في المستشفى. مشيرا إلى تقديم العناية والعلاج لهم وفق ما تم الاستعداد له مسبقا. وفي الدمام وصل عدد مراجعي قسم الطوارئ بمستشفى الولادة والأطفال إلى 735 مراجعا من الأطفال، وذلك منذ تردي الأحوال الجوية، وبلغ عدد المراجعين لقسم الأطفال في اليوم الأول 484 طفلا، وفي اليوم الثاني 251 طفلا، خضعوا جميعهم للعلاج واستخدام البخار في طوارئ المستشفى. وأوضح مدير إدارة الإعلام والتوعية الصحية بمستشفى الولادة والأطفال في الدمام طارق بن سعيد الغامدي أن طوارئ المستشفى استنفرت جميع أجهزتها وطاقمها الصحي خلال اليومين الماضيين لاستقبال المراجعين والمرضى من الأطفال لتقديم العلاج اللازم لهم، حيث بلغ عدد الأطفال المراجعين في اليوم الأول 484 طفلا، وفي اليوم الذي تلاه 251 طفلا، وقد خضعوا للعلاج واستخدام البخار كإحدى الطرق العلاجية الناجعة في مثل هذه الظروف. وأكد الغامدي أن الطاقة التشغيلية للمستشفى تصل إلى 600 سرير، وأن المستشفى في جاهزية كاملة بحكم أنه الوحيد المتخصص في علاج أمراض الأطفال بالمنطقة. متوقعا زيادة نسبة المراجعين الذين يشتكون من تلك الأمراض إلى 48% من إجمالي المراجعين نظرا لاستمرار تردي الأحوال الجوية التي تشهدها المنطقة. مشددا على ضرورة اتخاذ الحيطة والحذر وإبعاد الأطفال المصابين بأمراض الصدر والربو وضيق التنفس عن الأماكن المكشوفة التي تتعرض للغبار والأتربة. أما طبيب الطوارئ بمستشفى المانع العام بالجبيل الدكتور أحمد عبدالرؤوف، فقال أمس ل"الوطن": إن ارتفاع عدد حالات أزمة الربو بالمنطقة الشرقية منذ الأول من أمس يعود للمرحلة الموسمية التي تمر بها المنطقة وهي الانتقال من فصل الصيف إلى فصل الشتاء المصحوب بموجة الغبار التي تجتاح المنطقة منذ يومين، ولا يعتبر الغبار السبب فقط، ففي هذا الوقت من فصل الشتاء ينشط كثير من الفيروسات المسببة لتهيج الجهاز التنفسي، يصاحبه آلام الحلق مع رشح من الأنف وعطس، أو كحة جافة ونادرا ما تكون مصحوبة بإعياء طفيف بالجسم مع آلام في العضلات، والمفاصل وصداع، وهذه الأعراض كثيرا ما تزول خلال فترة لا تتجاوز من 3 إلى 5 أيام إذا لم تطرأ أية مضاعفات. داعيا إلى ضرورة لبس الكمامات الواقية من الغبار. منوها إلى أن الفترة الحالية هي فترة انتقالية تكثر فيها الفيروسات المهيجة لأمراض الجهاز التنفسي. كما أشار مصدر في طوارئ مستشفى الهيئة الملكية في الجبيل إلى أن استقبال حالات علاج الربو سجل ارتفاعا ملحوظا خلال اليومين الماضيين بسبب التغير الموسمي، وزاد منه عدم حماية المصابين بأزمات ربوية لأنفسهم من التعرض للغبار وكافة مثيرات التحسس وتهيج الجهاز التنفسي.