ألمحت تقارير إخبارية وخبراء استراتيجيون في الآونة الأخيرة إلى تعاظم النفوذ الروسي في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة على الساحة السورية التي شهدت مواجهات عسكرية تصعيدية السبت الماضي، إثر قصف الطيران الإسرائيلي طائرة إيرانية دون طيار، وإسقاط المقاتلة الإسرائيلية F-16 من قبل الدفاعات الجوية السورية. وأرجع المراقبون الدور القوي للنفوذ الروسي في المنطقة إلى مسك موسكو جميع الملفات المتعلقة بالأزمة السورية بحوزتها، وهيمنتها على مساعي التسوية السياسية، فضلا عن صوتها المسموع لدى الدول اللاعبة في الأزمة وأبرزها إيران وتركيا، إلى جانب الوجود الضعيف للولايات المتحدة. يأتي ذلك، في وقت أكدت هذه التحليلات تصريحات بعض المسؤولين الإسرائيليين، عقب اندلاع المواجهة العسكرية في العمق السوري مطلع الأسبوع الجاري، حيث ألمح نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي بشأن القضايا الدبلوماسية، والسفير الإسرائيلي السابق في واشنطن، مايكل أورين، أول من أمس، إلى أن واشنطن لا يمكن أن تلعب دور الوسيط لأنها لا تملك النفوذ على الأرض، مشددا على أن روسيا يمكنها وقف المواجهة والتصعيد على الحدود بالضغط على جميع الأطراف. كما يرى مراقبون أن إيران وتركيا لا يمكنهما التحرك بشكل منفرد على الساحة السورية دون التنسيق مع روسيا، خاصة في ظل المصادر التي تنحاز إلى فرضية أن موسكو تريد تقليل النفوذ الإيراني بسورية قبل حلول أي تسوية سياسية لإنهاء الأزمة. تفاصيل المواجهة العسكرية كشف سلاح الجو الإسرائيلي عن تحقيق أجراه مؤخرا، تضمن معلومات تفيد بمشاركة 8 طائرات إسرائيلية السبت الماضي، في مهاجمة 12 هدفا للنظام السوري وإيران في العمق السوري. وأشار التحقيق إلى أن الدفاعات الجوية السورية، أطلقت نيرانها على الطائرات الإسرائيلية مما أدى إلى إسقاط طائرة وفرار أخرى من النيران، مبينا أن الطائرات غادرت في تشكيلين كل منهما يضم 4 طائرات وتم استهداف 12 هدفا سورياوإيرانيا، من بينها منصة تم منها إطلاق طائرة بدون طيار باتجاه الأجواء الإسرائيلية. ولفت التقرير إلى أن الدفاعات الجوية السورية أطلقت أكثر من 20 صاروخا مضادا للطائرات باتجاه الطائرات الإسرائيلية من طراز «اس 5» و«اس 17». حشود عسكرية قالت مصادر سياسية إسرائيلية، إن إسرائيل نقلت رسائل تحذير إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني، عبر أطراف أوروبية، حول محاولات بلاده التموضع عسكريا في سورية وإنشاء مصنع للصواريخ في لبنان. وأوضحت المصادر بالتزامن مع هذه التحذيرات، استعدت إسرائيل لحشد قواتها العسكرية على الحدود مع سورية، مشيرة إلى أن التحركات تشي بمعلومات لدى إسرائيل حول إمكانية تصعيد الموقف في المنطقة. وكان الجيش الإسرائيلي قد رفض التعليق على أنباء تحريك حشود عسكرية إلى الشمال، إلا أن شهود عيان أكدوا رؤية بطاريات الصواريخ الخاصة بقوات الدفاع الجوي تتجه إلى شمال إسرائيل، بينما رصد آخرون ناقلات تحملها في وسط إسرائيل. أسباب الدور الروسي المتصاعد غياب دور قوي للمنافس الأميركي استنجاد طهران وتل أبيب بموسكو لحل الأزمة امتلاك نفوذ قوي على أنقرةوطهران والنظام السوري حشد الأطراف المعنية تمهيدا لتسوية أزمة سورية