تزامنا مع انطلاق اليوم الأول لمؤتمر الحوار الوطني السوري المقام في مدينة سوتشي الروسية أمس، تدخلت قوات الأمن الروسية لفض ملاسنة بين ممثلين عن المعارضة السورية ومناصرين للنظام. وأفادت وكالات إخبارية من داخل المؤتمر، بأن اشتباكا لفظيا اندلع بين الرئيس السابق لهيئة التنسيق الوطنية في المهجر، هيثم مناع، وممثلي تيار قمح من جهة، وممثلي النظام من جهة. ووقعت الملاسنة بين الطرفين على خلفية منع معارضين من داخل سورية من المشاركة في المؤتمر، الذي قاطعه الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية. وكانت فعاليات اليوم الأول من المؤتمر، قد انطلقت أمس، بمشاركة 680 ممثلا عن الحكومة السورية، بينما يمثل معارضة الخارج أكثر من 500 شخص، في وقت وجهت موسكو دعوات لأكثر من 1600 شخصية للمشاركة في المؤتمر. خلافات متعددة اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، خلال كلمته التي ألقاها في المؤتمر، أن هذا اللقاء من شأنه أن يوحد السوريين على الرغم من مقاطعة المعارضة له، في وقت غاب الممثل الأممي ستيفان دي ميستورا عن اليوم الأول للمؤتمر. وكانت المعلومات قد تضاربت حول الجهة التي ستمثل المعارضة السورية في سوتشي، إذ صرحت الخارجية التركية بأن الوفد التركي سيمثل المعارضة، في حين نفت الأخيرة أن تكون فوضت تركيا لتمثيلها. ونقلت تقارير تأكيدات بأنه برزت خلافات بين دي ميستورا من جهة، وروسيا وتركيا من جهة أخرى، بشأن اللجان في مؤتمر سوتشي، مشيرة إلى أن سبب الخلاف يتعلق بتشكيل لجنة الإصلاح الدستوري ورئاستها، حيث إن الموفد الأممي طالب بأن يترأس اللجنة، كما قدم مجموعة أسماء تم استبعادها من قبل الروس. انسحابات الوفود أوضحت التقارير أن الخلاف الروسي التركي يتمحور حول إرسال النظام قائد ما يسمى جبهة المقاومة الوطنية لتحرير «لواء اسكندرون»، معراج أورال لحضور المؤتمر، حيث طالب الأتراك بإخراجه من القاعة باعتباره مطلوبا للقضاء التركي ومصنفا إرهابيا. كما جاء انسحاب الوفد التركي اعتراضا على طريقة التعامل مع وفد الفصائل المسلحة الذي أتى صباحا إلى مطار سوتشي، ومن ثم انسحب عائدا إلى تركيا، في وقت أفادت معلومات بانسحاب المبعوث الأممي أيضا، ورفض المعارضة تشكيل منصة جديدة باسم «منصة سوتشي».