طالب وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي الدول المشاركة في مؤتمر كانكون للتغير المناخي بالابتعاد عن أية إجراءات حمائية متحيزة ضد الوقود الأحفوري وبالذات المنتجات البترولية، وأكد النعيمي حرص المملكة على الخروج باتفاق بين الدول في إطار من العدالة والمساواة واستعداد المملكة لتحمل نصيبها العادل ضمن منظومة الدول النامية والمنصوص عليه في اتفاقية الأممالمتحدة للتغير المناخي. وقال النعيمي الذي رأس وفد المملكة نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز"يمر مؤتمرنا الحالي بمرحلة حاسمة تجاه تبني اتفاق يمهد الطريق للمرحلة القادمة لفترة ما بعد 2012 في مواجهة التغير المناخي والتأقلم معه سواء في إطار التعاون طويل الأمد من خلال تفعيل تطبيق الاتفاقية الإطارية لتغير المناخ أو من خلال تبني التزامات الفترة الثانية من برتوكول كيوتو وهما المساران الواجب استمرارهما بصورة متلازمة". وأضاف "لقد شاركت وتشارك المملكة بفعالية في هذه المفاوضات للتوصل إلى اتفاق طالما أخذت في الاعتبار مصالح جميع الدول الأطراف وعلى رأسها دولنا النامية في إطار من العدالة والتوازن والشمولية وبما يسهم في تحقيق نمو إيجابي للاقتصاد العالمي وتؤكد على ما ذكرناه مرارا استعداد المملكة تحمل نصيبها العادل في مواجهة التغير المناخي في إطار الجهود الدولية المشتركة .. ونرى أن مجموعة القرارات التي سيتم تبنيها في نهاية مؤتمرنا ينبغي أن تكون شمولية وشفافة". وأشار إلى جهود المملكة نحو تعميم استخدام البدائل التقنية وسن الأنظمة والتشريعات لخفض الانبعاثات حيث تمكنت على سبيل المثال من استخدام الغاز الطبيعي المصاحب وغير المصاحب للبترول في قطاعات الصناعة وتوليد الكهرباء وتحلية المياه، وذلك انطلاقاً من أهدافها المعلنة لحماية البيئة واستمرارا لدورها في كونها مصدرا آمناً للطاقة على المستوى العالمي. كما تم إنشاء مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة وذلك لتنفيذ رؤية خادم الحرمين الشريفين للدخول بشكل واسع في استخدامات مصادر الطاقة المتجددة وعلى رأسها الطاقة الشمسية، ويمثل إنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وما تضمه من مراكز أبحاث للطاقة الشمسية والوقود النظيف خطوات مهمة في هذا المجال، وتم انضمام المملكة للمنظمة الدولية للطاقة المتجددة"إيرينا" كما تم مؤخرا إنشاء مركز الملك عبدالله لترشيد استخدامات الطاقة، مؤكداً بدء المملكة في إنشاء أكبر مشروع لتحلية المياه المالحة باستخدام الطاقة الشمسية. وأكد النعيمي سعي المملكة ومواصلة جهودها لتحقيق التنويع الاقتصادي والتقليل من اعتمادها المطلق على تصدير البترول الخام وقال"إننا نحتاج إلى تعاون أكبر من المجتمع الدولي عن طريق زيادة الاستثمارات ونقل التقنية وهي وسائل أساسية للتخفيف من الآثار السلبية المحتملة لسياسات مواجهة التغير المناخي على دولنا البترولية".