أطلقت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني مشرع التنقيب في موقع عشم الأثري الواقع في قطاع تهامة إلى الغرب من منطقة الباحة بمسافة (140) كيلو مترا، والذي كان معمورا قبل الإسلام واشتهر بوجود المعادن فيه، ويعد الموقع من أهم مستوطنات التعدين في الفترة الإسلامية المبكرة ومحطة للحجاج على طريق الحج القديم الذي يربط جنوب الجزيرة من اليمن بمكةالمكرمة على امتداد ساحل البحر الأحمر. آثار التعدين يركز المشروع أعماله للتنقيب في المنطقة المسيجة للموقع الأثري والتحقق من كثافة المعثورات الأثرية، والكشف عن الأدوات والوسائل المصاحبة لأعمال التعدين. حيث ركزت أعمال التنقيب في السوق التجاري الموجود بالموقع. وكان أول أعمال التنقيب الأثرية التي أجريت في الموقع، ضمن أعمال مسح مواقع التعدين في المنطقة الجنوبية الغربية عام 1402 حيث سجلت العديد من آثار التعدين في الموقع وينتشر على سطحه عدد غير قليل من كسر الأواني الفخارية والخزفية والزجاجية، كما يتميز الموقع بكثرة الأرحية الحجرية المستخدمة لطحن الحبوب، كما أجرى فريق من قطاع الآثار عام 1427 مسحا شاملا للموقع وتم فيه استكمال تسجيل الموقع وإدخاله ضمن برنامج الخارطة الرقمية. وقام فريق مكون من باحثين وأخصائيين أثرين من قطاع الآثار والمتاحف، ومنطقة مكةالمكرمة ومنطقة الباحة بأعمال تنقيب أثري مركزة في موقع عشم الأثري. المنطقة التجارية اتضح بعد دراسة الظواهر المعمارية في الموقع: أن المنطقة التجارية عبارة عن شريطين متقابلين من الغرف المستطيلة، تنقسم كل غرفة إلى قسمين الأول عبارة عن مقدمة والثاني عبارة عن غرفة داخلية تستخدم كمستودع خلفي. وتعد نتائج التنقيب من أهم الأدلة على عمق الاستيطان بالموقع التي خصصت لأعمال التعدين خلال العصور الإسلامية المبكرة والوسيطة، ولم ينخفض نشاط التعدين بالموقع إلا بحلول القرن السادس الهجري. ومن المؤمل أن تكشف الحفائر المستقبلية عن العديد من مظاهر التعدين في موقع عشم، وبالتالي الإسهام في التعرف على النشاط الاقتصادي للجزيرة العربية خلال عصورها الإسلامية، وربما قبلها.