كنا نشاهد مشاهد، ومقاطع لشبان يهربون من المدارس، أو يفحطون، أو يتعمدون الظهور بمظهر الاستهبال، والاستظراف الزائد، وكنا نرفض ذلك دون أن نسعى جميعًا في معالجة تلك السلوكيات بالبحث عن أسبابها، ومن ثم العمل بجدية من أجل القضاء عليها، أو الحد منها، تركنا ذلك كله، لنتفاجأ بالأمر وقد وصل إلى الفتيات! قد يكون الأمر مقبولًا بعض الشيء في فئة الشباب، لكن وصوله إلى البنات أمر في غاية الخطورة، ويحتاج الوقفة الصادقة الصارمة من قبل المنزل قبل المجتمع. ربما لأول مرة يشاهد المجتمع فتيات يهربن من المدرسة بالقفز من فوق سورها! وماذا بعد السور ليبقين في المدارس؟! وفتاتان ترقصان في أحد المساجد بحركات لا يفعلها حتى الشباب! وقد يقال إن مثل هذه التصرفات، والسلوكيات تبقى حالات شاذة لا يمكن تعميمها على البقية، وهذا كلام فيه الكثير من الصحة، لكن سكوتنا عن الخطأ خطأ أكبر! الفتاة اليوم ليست كالمرأة بالأمس، لذا وجب التعامل معها بطريقة فيها كثير من التوجيه، والتربية، والمحاسبة! لا أريد الخوض كثيرًا فيما شاهدناه جميعًا من حادثة القفز من فوق سور المدرسة، أو الرقص في المسجد إن كان مسجدًا، أو مصلى؛ لأن الحديث سيطول، ويتشعب، لكننا إن أردنا أن نقضي على مثل هذه التصرفات الخاطئة، والسلوكيات المرفوضة علينا أولًا القيام بإصدار قانون يحاسب كل من يقوم بتصوير مقطع لمثل هذه التصرفات، وينشره بين الناس بقصد الإفساد، لا الإصلاح؛ فديننا قد أمر بالستر، وإزهاق الخطأ ودفنه خير من إحيائه ونشره. وبهذا نكون قد وقفنا ضد أنفسنا أولًا، وضد كل من يحاول التقاط الصور، والمشاهد التي تضر بالمجتمع ولا تصلحه، بل وتسر عيون المتربصين ثانيًا، ومن ثم تبقى هذه السلوكيات في مواجهة مع مؤسسات الدولة وقطاعاتها المسؤولة والتي ستعمل جاهدة على حلها، والقضاء عليها لا سيما ونحن - جميعًا - نلمس سعيًا دؤوبًا من أجل الإصلاح، وسيرًا حثيثًا من أجل تحقيق رؤية التحول الوطني في كل المجالات؛ فلنحافظ على مجتمعنا بابتعادنا عن نشر كل ما من شأنه مضايقة الشعور المجتمعي العام، ولنركز على إيجابياتنا ؛ فالإيجابية هي التي تنهض بالأفراد والمجتمعات؛ ولذا يقول الصينيون في حكمهم: نقطة من العسل تجذب ما لا يجذب برميل من العلقم!