لم يمهل الأجل السجين سلمان بن زعل الشمري المحكوم بالقصاص في قضية قتل وقعت قبل نحو 17 عاما بنجران، ولفظ أنفاسه داخل أحد عنابر السجن العام بنجران أول من أمس متأثرا بنوبة قلبية. وأوضح مدير الشؤون العامة، الناطق الإعلامي للسجون بالمملكة، المقدم الدكتور أيوب بن حجاب بن نحيب في اتصال هاتفي مع "الوطن" أمس أن السجين الشمري نقل بالإسعاف من شعبة سجن نجران إلى مستشفى الملك خالد، واتضح بعد الكشف عليه أنه فارق الحياة بسبب أزمة قلبية. مشيرا إلى أنه تم تسليم كافة أوراق القضية للجهات ذات العلاقة لاستكمال الإجراءات المتبعة وسلم جثمانه لذويه. وتعود تفاصيل قضية الشمري إلى قبل نحو 17 عاما عندما أقدم على قتل شخص آخر من نفس قبيلته إثر خلاف نشب بينهما بمقر عملهما بنجران ومكث في السجن تلك المدة في انتظار بلوغ القصّر، وقبل نحو 10 أشهر نخى السجين الشمري قبائل يام لطلب قبيلة الهمزان من شمر في العفو عنه، حيث وجه لهم من داخل أروقة السجن قصيدة مؤثرة مكونة من 30 بيتا. وكانت هذه القصيدة سببا رئيسا في توجه آلاف الأشخاص من قبيلة يام إلى منطقة حائل لذوي القتيل بعد أن قطعوا 4 آلاف كيلومتر ذهابا وإيابا لطلب العفو والصفح عن سجين نجران، ولكن هذه المحاولات قوبلت بالرفض من ذوي القتيل الذين أصروا على تنفيذ حكم القصاص في القاتل الذي لم يمهله القدر لحد السيف، حيث وافاه أجله ليسدل ستار القضية التي امتدت منذ عام 1414. وكانت "الوطن" قد نشرت قبل نحو 10 أشهر مراسم سعي قبائل يام للصلح وتوجههم إلى مدينة حائل لطلب قبيلة الهمزان شمر التنازل عن السجين الشمري.