تشارك المملكة العربية السعودية في المؤتمر العالمي الثاني للسياحة والثقافة، والذي سيعقد في العاصمة العمانية مسقط اليوم وغدا «11 و12 ديسمبر الجاري»، في وقت تشهد المملكة اهتماما بسياحة الثقافة والتراث، خلال البدء في منظومة من المشاريع التراثية، والمنتجات والفعاليات المتعلقة بالسياحة الثقافية. صناعة السياحة تعد السياحة الثقافية والتراث أحد العناصر والأنماط الأساسية في صناعة السياحة، وهي تعتمد على الإرث الثقافي والتراثي، وتشمل زيارة مواقع التراث الثقافي الأثرية والتراثية، والحضرية والريفية، خاصة المدن والقرى والمعالم التاريخية، والمرافق الثقافية كالمتاحف والمسارح والمعارض والأسواق الشعبية وغيرها، كما تشمل زيارة مناظر التراث الثقافي والطبيعي، والتعرف على عناصرها ومقوماتها، وما يترتب على ذلك من آثار ثقافية. لقاء سنوي كان للهيئة ورئيسها دور مهم في ربط السياحة بالتراث والثقافة على المستوى الإقليمي. فقد طالب رئيس الهيئة الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، في الاجتماع التأسيسي لوزراء السياحة في دول الخليج الذي احتضنته الكويت عام 2014، بالربط بين السياحة والثقافة والتراث، داعيا إلى عقد لقاء سنوي للمسؤولين عن السياحة مع نظرائهم المسؤولين عن الثقافة، وأعاد طرح هذه المبادرة على نطاق أوسع في اجتماع المجلس الوزاري العربي لوزراء السياحة في الدول العربية، والذي احتضنته الشارقة أواخر عام 2015. وأعدت الهيئة وثيقة موحدة لتحقيق الترابط والتكامل بين قطاعي السياحة والثقافة في دول مجلس التعاون الخليجي، وأقر وزراء السياحة ووزراء الثقافة في دول المجلس هذه الوثيقة في اجتماعهم العام الماضي بالرياض، متضمنة رؤية شاملة لتطوير العمل المشترك بين هذين القطاعين على مدى 5 سنوات. وتركز الوثيقة على اعتماد السياحة محركا رئيسيا للتعريف بالتراث الثقافي والحفاظ عليه. 10 مسارات شملت جهود الهيئة في نمط سياحة الثقافة والتراث عددا من المجالات، أبرزها برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري، ويحظى هذا البرنامج الرائد برعاية ودعم من خادم الحرمين الشريفين، إذ تبنته ومولته الدولة ضمن المبادرات المهمة لرؤية 2030 بأكثر من 5 مليارات ريال، في المرحلة الحالية. ويتضمن البرنامج 10 مسارات، ويشمل كل مسار مجموعة من المشاريع التراثية الرئيسية التي تزيد في مجملها على 230 مشروعا.