كتبت هذا المقال بعد حضوري حفلتين باذختين للرجال من بني جلدتنا شالوا المرارة «لله درهم». قيل لعمر بن الخطاب «رضي الله عنه»: ألا تكسو الكعبة بالحرير، فقال بطون المسلمين أولى، فلا تتعجب بل إقرأ في صمت فهو زمن العجائب. إنني -وفي بداية الأمر- لا أعبر إلا عن رأيي الشخصي الذي من الممكن أن أرى ما يؤيدني فيه ومن ينتقدني أيضا، وفي كلتا الحالتين فالخلاف لا يفسد للود قضية. كنت أتمنى بدلا من تلك الفواتير التي تنهب الجيوب دون أدنى داع، أن تصل تلك الفواتير إلى الفقراء الذين هم حقا يستحقون، بدلا من حفلات صاخبة ليس لها أجر في السموات السبع. قد تكون هذه الأبيات معبرة عما يدور في تلك الحفلات الباذخة: ومن كرمه مشكور فارس هل العزم اللي ذبح لعيون راع النعاره البرق يبرق والرعد صاحبه رزم والله نصرنا بمعركة ذي المراره كنت أتمنى أن تصل فواتير تم دفعها دون فائدة إلى من يستحقون، فهناك وأنتم أعلم من يواجه ظروف الحياة القاسية ويحتاج إلى المساعدة، وهناك من ينام والديون أغرقته، وهناك من هم مهددون بطردهم من مسكنهم، لأنهم لم يسددوا قيمة الإيجار، وهناك، وهناك، وهناك... ألا ترون أنهم الأحق بتلك الفواتير التي دُفعت دون أن تعود بالمنفعة على صاحبها؟ مجرد سؤال، والرأي لك أخي القارئ؟!