استشرت شبهات الفساد في بعض المشاريع ، خاصة مشاريع البنية التحتية رغم أن خطورة الفساد بشكل عام لاتكمن فقط في تباطؤ عجلة التنمية وإنما كونه خيانة عظمى للوطن . مشاريع البنية التحتية يعتريها الخلل خاصة عدم وجود تصريف لمياه الأمطار في طرقنا الرئيسية، وإن وجد فهو بلا جدوى. ما شهدته كثير من المناطق مؤخرا من غرق شبه كلي للطرق الرئيسية والفرعية، والمتهم ليس المطر حاشاه، فهو نعمة من رب العالمين، لكن المتهم هو المسؤول عن إنشاء قنوات تصريف مياه الأمطار، المتهم ليست سياراتنا التي لم تتحمل قوة جريان المياه، والمتهم بالتأكيد ليس ذلك العامل المسكين الذي يحاول أن يقلل من تجمع المياه في الشارع عبر مضخته الصغيرة وهو يعلم بأن عمله لا جدوى منه، ولكن من أمره بذلك منتصف الليل. المسؤول يبقى في دائرة الإتهام حتى يتم تصريف مياه شوارعنا، وإلى ذلك الحين فهو وحده المتهم، هو ذلك الذي نعرف بعض أوصافه ونرى مشاريعه ونجهل شخصه. سؤال يتبادر حتى إلى عقول الأطفال، كيف يتم استلام الطرق من منفذها دون أن تطابق المواصفات والشروط؟ وأحد هذه الشروط هو وجود تصريف لمياه الأمطار! نصيحة للكثير من الجهات قبل استلام أي طريق من المقاول احضروا «وايت مياه غير مخصص للشرب»، وقوموا برش الماء على الشارع لاختبار تصريف المياه وبعد ذلك قرروا استلام الطريق من عدمه. إلى كل أمانات المناطق بعد المطر : هل وثقتم الخلل وعاقبتم الشركات التي قامت بتنفيذ مشاريعكم، أم ستلتزمون الصمت وتواصلون تنفيذ مشاريع جديدة أكثر فشلا؟