عندما تابعت أخبار أضرار الأمطار في الصحف لاحظت أن الأضرار عامة أينما نزل المطر، ولم أقرأ أن مطرًا لم يحدث ضررًا جراء ترتيبات تصريف السيول في المدن أو القرى أو الأودية، وسأورد نماذج تدل على عموم الضرر ويقاس عليه هشاشة الاستعداد في مشروعات تصريف السيول مع ما رصد لها من مبالغ كبيرة من المال العام، بل إن أكثره يرجع للعبث في البيئة: - مئة متضرر يتقدمون للجنة التعويضات بسبب أمطار مكة. - جدة: أهالي السامر ينقلون أبناءهم للمدارس بالقوارب المطاطية. - أمانة جدة: (200) وايت ومضخة و(1000) عامل لشفط مياه الأمطار. - جدة: مياه الأمطار تحاصر المدارس وتربك أولياء الأمور وسائقي النقل. - غياب طلاب وطالبات 12 مدرسة لانقطاع الطرق في عسفان. - الباحة: الأمطار تقتل 3 وتعزل تهامة، وتساقط الصخور يغلق الطرق. - إخلاء 57 من منازل متضررة جراء الأمطار في الطائف، وفتح الطرق في 30 قرية وهجرة. - 6 وفيات في الليث والباحة. - أمطار الخميس تكشف غش المقاولين وهشاشة المشاريع بمكة. - خيام لقرى أملج المتضررة من الأمطار والدفاع المدني يزود التعليم بمولد كهربائي. - مدني ينبع يفك حصار 6 عالقين والبلدية تزيل 80% من تجمعات الأمطار. - الطيران العمودي يواصل أعمال الإنقاذ في جدة ووادي الفرع. - سيول القنفذة تحتجز 9 أشخاص. - المدني ينقذ 4 شباب احتجزتهم سيول وادي تربة. - انقطاع الكهرباء وتعثر مروري في ضباء. - مياه الأمطار تداهم منازل في القحمة (أبها). - سقوط أعمدة الكهرباء في ثول. قد نفرح بعموم المطر في أكثر من مكان، لكن صاحبه عموم الضرر، والسبب يعود لسوء تنفيذ المشروعات في تصريف السيول داخل المدن، والتعدي على مجاري السيول داخل المدن أو إغلاقها بإقامة أحياء جديدة مما يدل على سوء التخطيط ممن خطَّط، وسوء الاعتماد ممن اعتمد مهما كان السبب، فلن يلزم شخص على التوقيع على ما يؤدي إلى الضرر حتى لو أدى ذلك لترك الوظيفة. في زمن العلم تلجأ أمانة جدة إلى الشفط بالمضخات في الصهاريج، ويعبر الطلاب والأهالي بالزوارق المطاطية ليس بين شاطئ نهر أو بحر بل لشارع بين مبنيين، وفي الأودية قُطعت الطرق لأن الجسور لم تصمد أمام السيول، أو تساقطت الصخور من الجبال لأن تلك الصخور لم تؤمن بتثبيتٍ أو حواجز تمنع تساقطها نحو الطرق، و30 قرية في الطائف وحدها أغلقت السيول الوصول إليها، ولم تسلم أعمدة الكهرباء -على خطورتها- من السقوط وسط المياه وهي محملة بالتيار العالي. انكشف القناع عن كثير من المشروعات، وانكشف أيضًا عمن اعتمد مخططات في مجاري السيول كحي أم الخير في جدة، وانكشف أيضًا أن الأودية القادمة من شرق جدة وَجَدَت مجاريها قد بُنيت فيها أحياء جديدة، فدخلت المياه البيوت، وأما الإعلان عن نفق بعمق 25م لنقل مياه تلك الأودية فدليل صارخ على الخلل، فلو تركت الأودية على ما خلقها الله لما غرق ناس، ولا بيوت، ولا صُرف مال عام في نفق قد لا يفيد. أضرار الأمطار برهان ونذير على أن المشروعات التي أُنفقت عليها الملايين لم تنفذ تنفيذًا صحيحًا، وعلى خلل في التخطيط، وخلل في الاعتماد، وخلل في صرف المال العام، فهل تكفي الأمطار منبهًا على الفساد الإداري والمالي، أم سيتكرر العام القادم كما حصل العام الماضي في جدة..؟! لقد كشفت الأمطار الأخطاء، فهل يستفاد من ذلك؟!. فاكس: 012311053 [email protected]