أعلنت موسكو أمس، عن تحضيرات جارية لسحب القوات الروسية من الأراضي السورية، وأنه سيتم بمجرد تحقيق الجاهزية لذلك، فيما قال مراقبون إن الانسحاب سيكون مشروطا، وجزئيا وليس كاملا، مع الاحتفاظ بقاعدتيها العسكريتين في طرطوس وحميميم. في خطوة متوقعة كانت تسعى إليها روسيا خلال الأشهر الأخيرة، أعلن سكرتير مجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشيف، أن التحضير جار لسحب القوات الروسية من سورية، وأنه سيتم بمجرد تحقيق الجاهزية لذلك. وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد أعلن، في وقت سابق، أن العمليات القتالية واسعة النطاق ضد الإرهابيين في سورية تشارف على الانتهاء، كما ذكر رئيس هيئة الأركان العامة الروسية، فاليرى غيراسيموف، أن المجموعة العسكرية الروسية في سورية يمكن خفضها مع الأخذ في الاعتبار اتفاقات روسيا وإيران وتركيا. ووفقا لمصادر روسية قريبة من وزارة الخارجية وبعض الأجهزة الأمنية المتنفذة، فهذه الخطوة مرتبطة بما حققته القوات الروسية على الأرض في سورية، وربما يكون هذا التوقيت هو المناسب لخروج مجموعة من الجنود الروس من سورية على خلفية ما تعلنه موسكو من انتصارات. ووفق تقارير مهمة، فإن لهذه الخطوة علاقة أيضا بالانتخابات الرئاسية الروسية في مارس المقبل، وبعض الملفات الداخلية والخارجية الأخرى، إضافة إلى الحصار الاقتصادي الأميركي - الأوروأطلسي لروسيا وحلفائها، والعقوبات التي تفرض تدريجيا على كل من موسكو وطهران ونظام بشار الأسد. تعدد الاحتمالات
حسب مراقبين فإن هناك مؤشرات قوية تستند إلى معلومات، تشير إلى أن روسيا تحديدا تتعجل الإعلان عن النصر في سورية من أجل أن تبدأ بالإعلان عن سحب قواتها، أو سحب الجزء الأكبر منها، مع الإبقاء على قاعدتيها العسكريتين في طرطوس وحميميم، غير أن هناك احتمالات أخرى بأن تنشط مجموعات إرهابية قديمة أو جديدة في سورية، وقد تعيد المعارضة السورية التي تم استبعادها، أو التي استقالت قبيل انعقاد «الرياض 2»، ترتيب صفوفها من جديد لخوض معارك ضد قوات الأسد، كما أن الولاياتالمتحدة قد تعمل بشتى الطرق على إجبار روسيا على البقاء في سورية.
انسحاب جزئي قال المراقبون إن روسيا ستعلن فعليا عن انسحابها من سورية، ولكن هذا الإعلان سيكون مشروطا، وسيكون الانسحاب جزئيا وليس كاملا، وهو موقف مشابه لموقف الولاياتالمتحدة، مشيرين إلى أن هذا التشابه يعيد معادلة متوقعة ستظهر بوادرها عندما تظهر ساحة مفاوضات جديدة بين موسكو وواشنطن على حجم قوات كل منهما في سورية، والمناطق التابعة لكل منهما، والمهمات المنوط بها كل طرف منهما.
الموقف من الأسد ذكر المراقبون أن كل الأمور مفتوحة على احتمالات مختلفة ومتباينة، وأن مصير الأسد سيمثل أحد أهم الصعوبات والعقبات والمعوقات أمام تسويات سلسة وبنّاءة، غير أنه من المحتمل أيضا أن يتم تكريس أمر واقع بشروط معينة يؤدى إلى إبعاد الأسد. وهذا الأمر تحديدا مشروط بترسيم حدود المصالح بين الولاياتالمتحدةوروسيا، ووجود ضمانات لتحقيق هذه المصالح، ثم تحقيق مصالح حلفائهما في المقام الثاني بشكل يراعي المصالح والتوازنات الإقليمية بين هؤلاء الحلفاء.
أسباب تخفيض القوات ما حققته قوات روسيا على الأرض في سورية الانتخابات الرئاسية في مارس المقبل الحصار الاقتصادي لموسكو وحلفائها
التعقيدات عودة عمليات التنظيمات الإرهابية نشاط المعارضة السورية التي تم استبعادها رغبة أميركا في بقاء القوات الروسية