في تطور مفاجئ، انضم رئيس «كتلة مستقلون» حسين الشهرستاني وزير النفط الأسبق إلى قائمة المنسحبين من ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي على خلفية توفر معلومات تفيد بأن الأخير متورط بملفات فساد وهدر المال العام خلال توليه منصب رئيس الحكومة لولايتين متتاليتين. وأكدت مصادر برلمانية أن ائتلاف المالكي أصبح عاجزا عن الحفاظ على وحدته بعد انسحاب رئيس منظمة بدر، هادي العامري ثم الشهرستاني، موضحة أن رئيس الحكومة الحالية حيدر العبادي سيخوض الانتخابات التشريعية المقبلة بقائمة تضم جناحه في حزب الدعوة الحاكم والتيار الصدري وكيانات أخرى تمثل القوى المدنية. فقد الحلفاء لفتت المصادر إلى أن المالكي وبعد توفر معلومات حول تورطه بالفساد فقد حلفاءه بعد إعلان رئيس منظمة بدر، تشكيل قائمة انتخابية تضم زعماء فصائل مسلحة منضوية في الحشد الشعبي، كان المالكي يراهن عليها لتحقيق مكاسب انتخابية. ومع إعلان العبادي في أكثر من مناسبة ملاحقة المفسدين وإحالتهم إلى القضاء وسط تأييد الشارع العراقي واتساع قاعدته الشعبية، تراجع المالكي عن موقفه السابق بأجراء الانتخابات بموعدها المحدد منتصف مايو المقبل، وانضم إلى المطالبين بتأجيلها في خطوة فسرت بأنها تأتي في إطار سعيه للوقوف ضد رئيس الحكومة الحالية في تولي منصبة لولاية ثانية خاصة بعد إفصاح كيانات منضوية ضمن ائتلاف دولة القانون في الانضمام إلى قائمة العبادي الانتخابية حال إعلان تشكيلها. تظاهرة ضد المفسدين دعت لجنة الاحتجاجات الشعبية في التيار الصدري إلى تظاهرات احتجاجية اليوم الجمعة في بغداد والمحافظات. وذكرت اللجنة في بيان صدر أمس أن «الاحتجاجات تأتي لرفض جحيم الذل والمهانة وتسلط الجهلاء الظالمين ولكي لا نعطي الفرصة للفاسدين بأن يتسلطوا مرة أخرى على مصائرنا وثرواتنا ومستقبل أبنائنا لكي لا نفسح المجال لهم بأن يعاودوا سياسة التجهيل والطائفية، وأن يبنوا قصورهم بأموالنا ودمائنا». وشددت اللجنة على محاسبة المتورطين بالفساد والمتهمين بسيطرة تنظيم داعش على مدينة الموصل والوقوف سداً منيعاً لمنع عودة الوجوه السابقة إلى سدة الحكم والقرار، داعية إلى مشاركة الملايين في التظاهرات لتحقيق التغيير والإصلاح. وقال المحلل السياسي قحطان الجبوري ل«الوطن»، إن البيان تضمن إشارات واضحة موجهة إلى نوري المالكي بوصفه عراب الفساد في العراق والمدان الأول بقضية سيطرة تنظيم داعش على مدينة الموصل ثم توسعه نحو محافظتي صلاح الدين والأنبار»، معربا عن اعتقاده بأن الأيام المقبلة ستشهد موجة احتجاجات شعبية لمكافحة الفساد وملاحقة رموزه.