في وقت أعلن الرئيس اللبناني ميشال عون، أن سعد الحريري باق رئيسا للوزراء وأن الأزمة السياسية ستحل بشكل قاطع خلال أيام، أجمع مراقبون على أن الحلحلة المنتظرة في أزمة استقالة الحريري غير واضحة المعالم، كون ما يتحدث عنه عون لا يخرج عن نطاق التصريحات، بينما المطلوب إصدار بيان رئاسي يحدد خارطة طريق «النأي عن النفس»، ويبين استعدادات «حزب الله» العملية للتنازلات المفترض تقديمها للتراجع عن الاستقالة. وقال المراقبون إن هذا البيان لم يعلن حتى الآن، وأن انتظار إصداره يعني عودة عمل المؤسسات الحكومية إلى الثلاجة، رغم الكلام عن تعديلات وزارية لم يعارضها عون، مشيرين إلى أن الحريري يركز على أهمية النأي بالنفس عن صراعات المنطقة، وهو أمر لا يتحقق ببيان إنشائي وإنما بخطوات عملية من «حزب الله»، ليبنى على الشيء مقتضاه وتعود دورة الحياة السياسية في مجلس الوزراء إلى طبيعتها. وحذر المراقبون من مماطلة عون في الاستجابة للمطالب التي تضمنها خطاب استقالة الحريري قبل إعلانه التريث في هذا القرار لإجراء المشاورات اللازمة بما يتفق ومصلحة لبنان، لافتين إلى أن هذه المماطلة ستزيد من الأزمة البنانية. وكان الرئيس عون قد وصل إلى إيطاليا أمس في زيارة تستمر ثلاثة أيام، وأدلى بتصريحات لصحيفة «لا ستامبا» الإيطالية، زعم خلالها أن المحادثات مع جميع القوى السياسية داخل الحكومة وخارجها اختتمت، وهناك توافق موسع.
مماطلة حزب الله حسب المراقبين فإن ما تردد حول الرسالة الإيجابية التي أرسلها أمين عام حزب الله حسن نصر الله إلى الحريري حول مطالبه للعدول عن الاستقالة، يأتي في إطار المماطلة السياسية واستغلال الوقت بما يتفق ومصالح الحزب، كما أن التغيير الوزاري المحتمل غير معروفة معالمه ومن سيطال، هل وزراء من «التيار الوطني الحر» المشكوك في مواقف بعضهم والبعض الآخر من قلة إنتاجيتهم، أم وزراء من حزب «القوات اللبنانية» التي تعيش أزمة تواصل مع «تيار المستقبل» نتيجة اتهامات وجهت إلى رئيس الحزب سمير جعجع ب«قلة الوفاء»؟. أزمة وطنية مقلقة أكد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان في كلمة للبنانيين بمناسبة المولد النبوي، أن لبنان مر بأزمة وطنية مقلقة بعد استقالة سعد الحريري، وقال «إننا معه فيما يحاوله من إحداث توازن في السياسات الوطنية»، مطالبا بأن يكون لبنان مستقرا نائيا بنفسه عما يجري في المنطقة، ومحذرا من التدخل في قضايا الدول العربية الشقيقة. وأضاف دريان «أننا اليوم بحاجة ماسة إلى الالتزام الكامل بسياسة النأي بالنفس حرصا على أنفسنا ووطننا، ولن نرضى ولا نقبل بالقتل والتهجير»، مؤكدا أن العرب مستهدفون. شكوى ضد الحكومة بينما بدأت أمس رحلة العودة لأهالي بلدة الطفيل اللبنانية، التي تقع داخل الأراضي السورية ولا طريق لها من الأراضي اللبنانية، إلا أن شكوى الأهالي تواصلت أمس من عدم تنفيذ الحكومة وعودها بشق طريق وإنجازه إثر أزمة التهجير القسري الذي فرض عليهم من قبل ميليشيا «حزب الله» واحتلاله البلدة أثناء معاركه في منطقة القلمون، حيث تم إخراجهم بمرافقة قوى الأمن الداخلي عام 2014 وبقي فيها 12 عائلة فقط، فيما نزحت بقية العائلات إلى العاصمة ومناطق أخرى. وأوضح أحد أبناء البلدة عبدالناصر دقو ل«الوطن» أن «العائلات ستتجمع أمام دار الإفتاء في بعلبك، حيث كلف الرئيس سعد الحريري مفتي بعلبك الشيخ خالد الصلح، بمتابعة القضية، وتحدث إلى قائد الجيش من أجل التنسيق مع المفتي لإتمام عملية العودة». أسباب التحذيرات مشروعية مطالب الحريري بالنأي عن النفس تجاهل المطالب يورط لبنان في الصراعات الإقليمية انحياز عون لحزب الله يزيد من سيطرة الميليشيات مواصلة تدخلات الحزب في شؤون بعض الدول العربية ضعف مؤسسات الدولة وتجميد أعمالها عدم إحداث توازن في السياسات الوطنية