عبدالله العطيش سحقا لمن يمتلك وجهين لا نعرف أيهما الوجه الحقيقي، فمخادعو القروبات يظهرون عكس ما تخفي قلوبهم، وما أكثرهم، يتظاهرون بالاحترام ويخفون ما بداخلهم من كره ونفاق، يقابلونك بوجه طليق ويعطونك لسانا معسولا وحين تدير ظهرك يطعنونك. انتشر منافقو القروبات كانتشار النار في الهشيم، فالحيل التي يقومون بها قد رفع عنها الستار وأصبح الجميع يفهم ويدرك ما قاموا به من تضليل، وبالرغم من كل ما فعلوه من خلف غشاء الطيبة التي يدعونه انكشفت نواياهم الدنيئة. إن مضللي القروبات الذين يبحثون عن الزلات ويصطادون في الماء العكر ويرسلون بالعام غير ما يرسلون بالخاص، لهم أشبه بالحرباء التي تتغير ألوان جسدها ولا تثبت على حال، إنهم فاقدو الشخصية مسلوبو الكرامة منافقون ومخادعون يتظاهرون بالوفاء، وقد تنخدع فيهم من أقوالهم المعسولة، ولكننا نفيق على حقيقتهم التي يخفونها، فهم ينقلون ما سمعوا ويزيدون الحديث افتراء. يعتقد مخادعو القروبات أن الخداع والافتراء مهارة يملكونها، فتراهم يتفاخرون بمكرهم، معتقدين أنهم أذكياء، وهم في حقيقة الأمر ليسوا أكثر من منافقين يقولون ما لا يفعلون، يضحكون في وجه هذا، وينافقون عند ذاك لغاية ولهدف في نفوسهم المريضة وفي ضمائرهم ونوياهم السيئة. إن هؤلاء المنافقين هم رأس كل بلاء، يسعون من أجل مصالحهم، ولا رغبة لديهم في نفع الآخرين، فهم يعيشون بأقنعة زائفة يثيرون الوشاية بين القريب والبعيد، لا يريدون الخير لأحد، لأنهم دائما يشعرون بالنقص في أنفسهم الكاذبة، فهم ينقلون لك وينقلون عنك من باب الكره والحقد الكامن في قلوبهم، حيث تجدهم يذمون كل الشرفاء، بل لم يسلم من شرهم العلماء، ويمتدحون من هم على شاكلتهم، فالمخادعون على أشكالهم تقع. فيا كاذبي القروبات كفاكم صيدا في الماء العكر، فقد ظهر لنا وجهكم الحقيقي، وزال الوجه الملائكي الكاذب الذي تظهرون به وقد عرفناكم، فنحن ندعوكم لتعيشوا بوجه واحد وليس بوجهين، فكفا بكم اللعب على الأحبال الكاذبة، ألم تكتفوا من النفاق والكذب، وانظروا لأنفسكم في المرآة لعلكم ترون صوركم الحقيقية ولا تنزعجون حين ترون وجوهكم كوجه (.......)، فهي أيضا وجوهكم التي حاولتم أن تخفوها دائما عن غيركم.