ريم البشري في عام 1874 بدأ الانتساب الطلابي لنيل شهادة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، وأوجدت المملكة خيارات في التعليم «حكومي، خاص، عام، انتساب، عن بعد، ليلي»، وأسهمت بذلك في دخول أكبر شريحة من المجتمع في مجال التعليم، وتحقيق جزء من أمنيات أبناء المجتمع وتسهيل ذلك، وهذا يعني أن تعتمد قبول جميع الشرائح بلا استثناء، وتكون المفاضلة حقاً للجميع، ولكن مثل هذه الخيارات في الواقع لا فائدة منها للمنتسبين والمنتسبات بسبب عدم جدوى شهادة الانتساب في الالتحاق بالوظائف، فالأولوية للمنتظمين والمنتظمات. أليس من الإجحاف فتح المجال للدراسة والتحصيل لتكون في النهاية شهادات علمية لا تؤهلك للوظيفة وخدمة الوطن، والمشاهد أن غالبية المنتسبين والمنتسبات تفوقهم ملحوظ على أقرانهم من المنتظمين والمنتظمات في مجالات عديدة. من الإحباط أن تحرم من الالتحاق بوظيفة فقط لأنك غير منتظم وشهادتك انتساب بسبب أن خريجي الانتظام كُثر وهم أولى بالعمل والفرص من خريجي الانتساب، وقرار كهذا فيه من الإجحاف وعدم الإنصاف لأبناء المجتمع الواحد، فالقيمة العلمية للشهادة واحدة. فلماذا هذا التصنيف؟ وإن كان الواقع يثبت عكس ذلك، فمن خلال اختبارات قياس وجد أن بعض المنتسبين والمنتسبات قد تفوقوا في الاختبار واجتازوه وحصلوا على نسب عالية، وهذا يعني أن الكفاءة العلمية والهمة والإرادة والعزيمة لا تقاس بالكم.. وللدكتور فواز اللعبون أستاذ الأدب بجامعة الإمام بن سعود الإسلامية بالرياض كل الشكر عندما نشر مقطع فيديو يجمعه بطالب منتسب في الجامعة، قال عنه: إنه أكبر الطلاب المنتسبين عمراً في الجامعات السعودية، وأوضح أن الطالب حمود الشمري من أكثر طلاب الجامعة اجتهاداً وحرصاً على طلب العلم وتحصيله، لافتاً إلى أنه من مواليد عام1372ه. ولو قدر فرضا عدم مساواة المنتسبين بخريجي الانتظام في الالتحاق بالوظيفة الجديدة فليس من المقبول أدبيا وعلميا ومهنيا حرمان خريج أو خريجة الانتساب من أخذ الفرصة في المنافسة على الوظائف غير التعليمية على أقل تقدير. في إحصائية حديثه هناك أكثر من 21 ألفاً من خريجي الانتساب يشكون عدم تعيينهم بحجة أن شهاداتهم انتساب فقط، فكيف يُعطى المنتسب فرصة الانتساب، ثم يفقد قيمته، ويحرم من امتيازات شهادته العلمية بحجة غير منطقية، رغم أنه مؤهل وقدراته قد تفوق كثيرا من الموظفين الموجودين في بعض المصالح الحكومية والجامعات.