طغت أجواء الاحتفالات على شوارع المدن المغربية بعد فوز المنتخب الوطني 2/صفر على ساحل العاج في الجولة الأخيرة من التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 2018 لكرة القدم، ما أتاح ل«أسود الأطلس» العودة إلى المونديال للمرة الأولى منذ المشاركة في مونديال فرنسا 1998. وتمكن المنتخب بقيادة المدرب الفرنسي هيرفيه رينار من تحقيق حلم انتظره المغاربة عقدين من الزمن، وأتى بعد أسبوع من تحقيق إنجاز آخر تمثل بفوز فريق الوداد البيضاوي بلقب دوري أبطال إفريقيا للمرة الثانية في تاريخه والأولى منذ 25 عاما، وذلك على حساب الأهلي المصري. وتحولت شوارع المدن المغربية لاسيما الرباطوالدار البيضاء إلى ساحة من المد الأحمر، وسط ترداد شعار «ديما مغرب (دائما المغرب)»، وإطلاق العنان لأبواق السيارات والهتافات الاحتفالية ببلوغ المونديال الروسي المقرر انطلاقه في يونيو المقبل. وفي الدار البيضاء، غصت الساحات الرئيسية بآلاف المشجعين المحتفلين بالفوز المنتظر، وتحولت الشوارع الرئيسية إلى أرتال متواصلة من السيارات المتجهة نحو كورنيش المدينة أحد أبرز معالم السهر في ليل المدينة الساحلية. سجل أمجاد هنأ العاهل المغربي الملك محمد السادس أعضاء المنتخب وذلك في برقية نقلتها وكالة الأنباء المغربية الرسمية، اعتبر فيها أن المنتخب سجل «صفحة جديدة في سجل أمجاد كرة القدم الوطنية»، ووصف الملك التأهل ب«الإنجاز الرياضي الرائع الذي أدخل الفرحة والسرور في نفوس المغاربة قاطبة»، مشيدا ب«الأداء المتميز والروح الرياضية والتنافسية العالية للاعبي المنتخب الوطني»، ولم تكن الأجواء الاحتفالية على مواقع التواصل الاجتماعي مختلفة عن تلك التي شهدتها الشوارع المغربية، وانتشر على نطاق واسع وسم«#ديما_مغرب» على موقع «تويتر». صدارة مطلقة كان المغرب في حاجة إلى التعادل فقط لبلوغ العرس القاري للمرة الأولى منذ مونديال 1998 والخامسة في تاريخه، بيد أنه حقق الفوز، وهو الثالث له في التصفيات، فأنهاها في صدارة المجموعة برصيد 12 نقطة دون خسارة ودون أن تهتز شباكه، بفارق 4 نقاط أمام ساحل العاج التي فشلت في التأهل للمونديال الرابع تواليا. ونجح مدرب المنتخب المغربي رينار في رهانه، كونه وضع التأهل لكأس العالم هدفا في عقده لدى تعيينه مكان الوطني بادو الزاكي. وهي المرة الأولى التي ينجح فيها رينار في قيادة منتخب إلى نهائيات كأس العالم في مسيرته التدريبية المتوجة بلقبين في كأس الأمم الإفريقية مع زامبيا عام 2012 وساحل العاج عام 2015، وسبق للمغرب بلوغ المونديال أعوام 1970، 1986، 1994 و1998، ليكون مونديال 2018 هو الخامس.