حذر مساعد وزير الدفاع والطيران للشؤون العسكرية رئيس مجلس جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز للمياه، الأمير خالد بن سلطان من التهديدات الطبيعية والبشرية للماء الذي يعتبر الشريان الرئيسي للحياة، قائلاً "في تقرير لمنظمة العفو الدولية تبين إحدى الإحصائيات أنه تم الاستيلاء على 85% من الموارد المائية لدولة، فضلا عن وجود شركة تسحب كميات كبيرة من مخزونها الجوفي ومن الآبار دون مقابل.. ثم تبيع هذه المياه مجددا لبلديات تلك الدولة، هذه أمثلة صارخة لنماذج من قرصنة مائية معلنة تحرم أصحاب الأرض الشرعيين من حقهم في الحياة". جاء ذلك لدى افتتاحه أمس المؤتمر الدولي الرابع للموارد المائية والبيئة الجافة بجامعة الملك سعود تحت رعاية نائب خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز . تشريعات حازمة وقال الأمير خالد بن سلطان "على الرغم من اقتناع الدول جميعها بأهمية الماء وأن هدره أو تلويثه أو تبديده أو استنزافه سيؤدي إلى كوارث مائية وبيئية تهدد حياتنا وحياة الأجيال القادمة.. إلا أن الجهود المضنية التي تبذل والمؤتمرات والندوات التي تعقد والأبحاث والدراسات التي تقدم والتشريعات والاتفاقيات التي توقع ما زالت قاصرة عن إيقاف التدهور لهذا المورد المرتبط بحياة كل الكائنات"، واستشهد بما نشرته وسائل الإعلام مؤخرا، من وجود جزيرة نفايات عائمة وسط المحيط الهادي تبلغ مساحتها ضعف مساحة فرنسا، وقال "إن أنظمة المياه في العالم تواجه تدهوراً بيئياً، كما تؤكد التقارير أن الاحتباس الحراري يخل بتعاقب الفصول وتنوعها ويضرب العلاقة بين الطبيعة والكائنات الحية، إذ تؤدي قلة الأمطار إلى نقص الغطاء النباتي وقلة المياه الجوفية". من جانبه، أكد مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله العثمان أن المؤتمر مهم كونه ظاهرة علمية يجلي عناية الجامعة بالبحث العلمي والتشجيع عليه وتوفير بيئته الداعمة. فيما أشار رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر أمين عام جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية، الدكتور عبدالملك آل الشيخ أن المؤتمر يهدف إلى إثراء الجائزة بنشاطات علمية ذات علاقة بالمياه كما يهدف إلى تطوير المعرفة وتوافر المعلومات في هذا المجال الحيوي والاستفادة من التقنيات الحديثة خاصة في المناطق الجافة وشبه الجافة في مواردها الطبيعية. دعم لبحوث المياه واعتبر عضو مجلس الشورى الدكتور محمد آل ناجي أن جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه أهم وسائل دعم البحث العلمي في المياه وحل مشكلاته، وقال "فروع الجائزة التي تتنوع في المياه السطحية، الجوفية، موارد المياه البديلة وفي إدارة الموارد المائية وحمايتها تمنحها أهمية في دعم البحث العلمي في المياه وحل مشاكل المياه". وقال "الجائزة من أهم الأدوات التي تعمل على مساعدة شعب المملكة والعالم بأسره، حيث تعتبر امتدادا للاستفادة من الاكتشافات العلمية في مجال مصادر المياه لإسعاد الإنسان وتخفيف معاناته". مشاركات نسائية وقالت مساعد وكيل جامعة الملك سعود للدراسات العليا والبحث العلمي للبرامج التطويرية الدكتورة ابتسام العليان إن المؤتمر يناقش العديد من المحاور المهمة مثل الموارد المائية وترشيد استخدام المياه والبيئة الجافة واستخدام التقنيات الحديثة في دراسة البيئة الجافة، مما يترتب عليه تبادل للخبرات العلمية والبحثية وتعميم المنفعة بين الجامعات، مشيرة إلى أن المؤتمر يعكس أنموذج المرأة السعودية الطموحة التي تحرص على الاستفادة من هذه اللقاءات العلمية التي تفتح لها آفاق المعرفة والتعاون مع ذوي الخبرة من الجامعات الأخرى. من جانبها، أوضحت الدكتورة عاصمة شاهين من جامعة سكرودا بباكستان في ورقتها أثر المياه على الغطاء النباتي والمحاصيل في دراسة عن التصحر عن طريق نظم المعلومات الجغرافية Gis والاستشعار عن بعد لمدة 20 عاما. واتهمت الدكتورة منى عبدالحفيظ الضو من وزارة البيئة والغابات في السودان الإنسان بأنه سبب تدهور الأرض، وقالت "إن الإنسان هو المسؤول عن الأوضاع السيئة في البيئة وتدهور الأرض على مدى الهجرات المتعاقبة"، بينما بينت الدكتورة منى الحاج من جامعة الجزيرة في السودان في ورقتها "هندسة زراعية الاستشعار عن بعد" نموذج تحديد التصحر في المناطق الجافة وشبه الجافة العلاقة بين الأمطار والنباتات و النشاط البشري ودورها في عملية تدهور الأرض.