ما إن يفيق العم عبدالله النشمي من نومه صباح كل يوم حتى يحمل سمًا مدسوساً في قطعة جبن للقضاء على قطيع الفئران والحشرات، التي تهاجم بيته من منازل مهجورة مجاورة له، غادرها أصحابها منذ زمن بعيد ولم يعودوا إليها ثانيةً.. لكن الفئران وضعاف النفوس وجدوا فيها ملاذًا آمنًا، وأحيانًا يكون الحريق مصيرًا لها. هذا هو حال ساكني حي الشَّعبة القديم وسط مدينة المبرز في محافظة الأحساء. ويشير النشمي إلى حدوث حرائق في هذه المنازل نتيجة هجرها وعبث الصبية بها، دون حسيب أو رقيب، خصوصًا أيام الصيف والعطلة الطويلة للطلاب، وهذا يشكل خطرًا عليهم بكل ما تعنيه الكلمة، موضحًا أنهم تقدموا أكثر من مرة إلى الجهات المسؤولة لإيجاد حل لهم، ولكن دون فائدة تذكر غير الوعود وطول المعاملات أو "راجعنا بكرة". وقال مواطن آخر إن كثرة المنازل المهجورة في هذا الحي جعلته حيًا مخيفًا؛ ولأن بعضها آيلا للسقوط فإن ذلك يخبئ وراءه خطرًا حقيقيًا على الصبية الذين يلهون ب"كورهم" بين تلك البيوت، ولاندري ماذا تخبئ لنا المفاجآت القادمة، بل أصبح قلقنا يطاردنا أكثر من السابق، فضلاً عن ضعاف النفوس الذين يترددون عليها لأسباب لم تعد خافية، إضافة إلى العمالة غير النظامية والنظامية، مشيرا إلى احتمال استخدامها في تصنيع الخمور وغير ذلك. من جانبه، أكد أمين أمانة الأحساء المهندس فهد الجبير ل"الوطن" أن الأمانة تقوم ضمن لجنة مشكلة من عدة جهات حكومية بما فيها الدفاع المدني بمتابعة هذه المنازل المهجورة الخطرة والآيلة للسقوط، والتعرف على أصحابها وتوجيههم بإزالتها، وإن تعذر ذلك تزيلها الأمانة، بل حتى المنازل مجهولة المالك التي لا يعرف أصحابها، تسجل معلوماتها في سجل خاص، وبعد ذلك تزال حفاظًا على الأرواح من بؤر الفساد والأمراض وتكاثر الفئران.