كشف شاهد عيان أن محافظ محافظة محايل عسير، محمد سعود المتحمي، كان قضاء الله له أن يموت في تلك المروحية المنكوبة. وأضاف «حرص المتحمي أن يكون في موقع الزيارة قبل وصول نائب أمير عسير إلى الموقع، لذا قام بقيادة مركبته من محايل عسير إلى سعيدة الصوالحة، وقدر له أن ينجو من حادث مروري مميت في إحدى المنعطفات الحادة، لكن القدر لم يمهله، ليكون فقيدا في رحلة المساء المنكوبة». الرحلة المنكوبة ومضى شاهد العيان يقول: «محمد المتحمي لم يكن مقررا له العودة مع الأمير منصور بن مقرن ومرافقيه بواسطة المروحية، إذ كان جدوله استقبال الأمير واستعراض مطالب أهالي المحافظة، وعرض أبرز المواقع السياحية، والمشاركة في اللقاء والعودة إلى محايل عسير بسيارته الخاصة التي حضر بها، إلا أنه عاد إلى أبها في المروحية المنكوبة ويلفظ أنفاسه في تلك الرحلة». وأضاف: «غالبية الموجودين في الموقع فوجئوا بوجود المتحمي على متن المروحية». إداري ناجح قال شاهد العيان: «أهالي محايل عسير خسروا رجلا يتميز بأسلوب إداري ناجح، وتجاوز العمل الرسمي والمكتبي إلى أمور كان له دور بارز في إصلاح كثير منها بالعرف القبلي والجاه»، وأضاف «عند تعيين محمد المتحمي محافظا لمحايل عسير اكتفى كثير من الناس بتقديم شكاواهم ومطالبهم له، بدلا من ذهابهم إلى إمارة عسير وتقديمها هناك، إذ وفر عليهم الوقت والتكاليف لأنه كان يتبنى مشكلاتهم، ودائما كلمته أبشر لجميع من يزورونه في مكتبه، ومن لا يستطيع أن يصل إلى مكتبه من كبار السن أو ذوي الاحتياجات يتجه إليهم ويتحدث معهم». ثقة في الوعود قال موظف بمحافظة محايل عسير، إن فقد محمد المتحمي أحدث موجة حزن كبيرة في المحافظة بأكملها، وأضاف: «الجميع يحبونه، ويحترمونه، ويثقون في وعوده، إذ استطاع خلال فترة وجيزة أن يرسم خطة للمحافظة، وأحدث تنظيما كبيرا فيها، وأقام عدة مهرجانات ناجحة، ما تزال حتى يومنا قائمة، ولعل شعار محايل أدفا فكرة ولدت على يدي المتحمي، وجعل الأنظار تتجه إلى محايل صيفا وشتاء». وتابع «المتحمي حقق مطالب كثير من الأهالي في كل المراكز التابعة للمحافظة، وبكل عدالة ووصلت كثير من الخدمات، بفضل الله، ثم بفضل جهوده ومتابعته، نسأل أن يجعل ذلك في ميزان حسناته».