لم يقف الأب «علي حسين آل عامر» والذي يعمل وكيل مدرسة سعد بن أبي وقاص الثانوية بظهران الجنوب، موقف المتفرج أمام فكرة ابنه «محمد» الذي يدرس في الصف الأول الثانوي عندما اقترح عليه فكرة وضع حساسات تعمل على فتح النوافذ مع زر لإطفاء الحريق بالسيارة، حيث قام بدعم الفكرة معنوياً وماديا. وأشرك «محمد» أخته «ريناد» في الصف الثاني الثانوي لتساعده بتفاصيل فكرته، أما الأخ الأكبر «حسين» والذي يدرس في الجامعة، تخصص «الهندسة» بالمستوى الثالث، فقد قدم لهما الخبرة الميكانيكية. الحد من الحوادث تواصلت «الوطن» في البداية مع صاحب المشروع «محمد» الذي قال: زارنا فريق «أتألق» التابع لمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، واقترحت مشروع الحساسات، وعن سبب اختياره الفكرة، ذكر «محمد» أن ما نشاهده من الحوادث المرورية الكثيرة، والتي تتسبب في حريق السيارة ووفاة من بداخلها من الأطفال والسائقين قبل وصول الدفاع المدني دفعني إلى العمل في هذا الاختراع. وذكر «محمد» أن الفكرة هو أن يكون في أسفل السيارة علبة تتوزع منها أنابيب تصل إلى فتحات المكيف، ويكون في داخلها مادة مقاومة للحريق يتحكم بها السائق عن طريق زر، في حدود ال 30 ثانية، وأيضا تزود السيارة بحساسات تسهم في فتح النوافذ عند الحريق أتوماتيكيا.. إطفاء الحرائق قال آل عامر إن محمد متابع جيد لما يعرض بوسائل التواصل، وخاصة لما يعرض من الحوادث والمشاكل التي تتعرض لها السيارات من حالات الحرائق والاختناقات، وأضاف أن الفكرة بدأت معه من جانب إنساني من خلال عمل شيء يساعد في إنقاذ هؤلاء الأشخاص، وبحكم سنه ساعدته وشجعته ووعدته بتبني أي فكرة وتحمل كل التكاليف المادية، وأي شيء يحتاجه لفكرته من مراجع أو كتب. وذكر أنه بدأ بالفعل بمساعدته، وقال لقد قمت بأخذه إلى ورش السيارات ليأخذ خلفية عن تركيبة السيارة، والفائدة من كل جزء بالسيارة، والمواد المصنوعة منها، وأيضا التعرف على المواد التي تدخل في إطفاء الحرائق، وذلك بحكم تخصصي، فأنا خريج كلية العلوم، وأضاف أنه وفر لهم بعض المواد الكيميائية من الدفاع المدني، من مواد بودرة أو سائلة، وتعريفهم باستخداماتهما حتى عندما يتم تطبيق تجربتهم يكون لديهم الخلفية الكاملة. وأكد أنهم سيبدؤون بالتنفيذ الفعلي لهذا المشروع قريبا، وشكر مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي التابع لأرامكو السعودية، وأشاد ببرنامج «أتألق» الذي أسهم في تحريك الأفكار، وغير من مستوى طموحاتهم وجعلها تنتقل إلى المستوى المتقدم. وأضاف أنه سيسهم في تطبيق المشروع مع أبنائه على أحد سياراتهم، موضحا أنه لابد من الإخفاق في البداية، ولكن ذلك ليس محبطا، فسنستمر بالتطبيق مرة واثنتين حتى نتلافى السلبيات، وتكون التجربة صحيحة، مؤكدا أن كل ما يحتاجونه لتطبيق المشروع متواجد بالبيئة من مواد خام ومراوح وتوربينات.