شيّع أهالي مركز الغايل الحدودي، أول من أمس، الشهيد الجندي أول محمد بن مبجر، الذي استشهد بعد إصابته في تبادل لإطلاق النار على الحد الجنوبي، مع زمرة من الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع، إذ كان يقف مدافعا عن ثرى الوطن، واستشهد متأثرا بجراحه. وبقلب المحتسب الصابر، تلقى شيخ آل مفتاح بتهامة قحطان، الشيخ مبجر بن حيان، نبأ استشهاد ابنه «محمد» في ميدان الشرف والبطولة. الشيخ التسعيني آثر أن يقطع عشرات الكيلومترات من مقر سكنه في تهامة قحطان، ليتسلم جثمان آخر العنقود، إذ طلب من المسؤولين في ثلاجة المستشفى الكشف عن وجه الجثمان، وقبّله على جبينه دون أن تذرف عيناه دمعة واحدة. أحد المرافقين وصف في حديثه إلى «الوطن» المشهد بأنه كان جليلا، وكأن الألم يعتصر الوالد، لكنه قال: «تمنيت يا ولدي أن أسبقك بالموت دوما، حبا لك، لكن هنا سبقتني، هنيئا لك الشهادة، وجمعنا الله بك في جنات ونهر». من جهته، أكد شقيق الشهيد رئيس الهلال الأحمر في محافظة سراة عبيدة، أن مركز الغايل الحدودي زف -أول من أمس- الشهيد الخامس من المركز الجندي أول محمد بن مبجر ونحو 25 مصابا منذ اندلاع عمليات عاصفة الحزم وإعادة الأمل، دفاعا عن الدين والوطن. إلى ذلك، قام وفد كبير من محافظة سراة عبيدة يتقدمهم المحافظ بالنيابة منصور ثقفان، بتقديم واجب العزاء والمواساة لأسرة الشهيد، في مقر إقامتها بمركز الغايل، سائلا الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. من جانبه، عبر والد الشهيد محمد بن مبجر عن فخره باستشهاد ابنه في ميدان الشرف، وفي سبيل أداء واجبه، مؤكدا أن الجميع -كبيرا وصغيرا- مستعدون للتضحية في سبيل الوطن.