ستظل نتيجة مباراة الهلال والنصر الأخيرة في ذهاب نصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال التي أقيمت الثلاثاء الماضي, عالقة في أذهان كل من الجماهير والعاملين في الحقل الفني الكروي. على الجانب الفني كانت هناك وقفة كبيرة, حيث مازال خبراء فنيات اللعبة يدرسون أهم ظواهرها, والتي تجسدت في قلب موازين اللقاء قبل انتهائه ب20 دقيقة, وكادت تقلب الطاولة في وجه الفريق المسيطر والمتقدم ب4 أهداف, وكاد الفريق الذي كان مستسلماً فنياً وتكتيكياً يحقق المفاجأة بالفوز أو التعادل على أقل تقدير مثلما فعلها عام 1995 عندما حول خسارته ب4 أهداف إلى تعادل في ظرف 20 دقيقة. وانقسمت الآراء حول الأسباب الحقيقية التي كادت تعصف بالتفوق والتقدم الهلالي في غضون دقائق.. وما إذا كانت في أن القوة الكامنة في فريق النصر تفجرت فجأة وأصابت لاعبي الهلال بالشلل البدني والفكري مما حرمهم من تحقيق نتيجة تاريخية غير مسبوقة, أم أن هناك نيرانا صديقة لعبت الدور الأكبر في جعل نتيجة اللقاء تنتهي هلالية. يقر مدرب الهلال الأسبق، المحلل الكروي الحالي عبدالعزيز الخالد, أن مدرب الهلال البلجيكي ايرك جيريتس أخفق بنسبة 100% في قراءة أوراق الشوط الثاني من مواجهة النصر الماضية, نتيجة لعدم توزيع جهد اللاعبين الذين استنفذت طاقتهم البدنية خلال الشوط الأول بسبب الاستعراض الكروي الذي لازمه ركض كثير بالكرة ودونها, وقال "هذا خطأ, فكان على جيريتس أن يوزع جهد اللاعبين ويحاول تحجيم تحركاتهم, وأن يوجههم للعب على عامل الوقت، بحيث تقسم الفترات التي يتم فيها تكثيف الضغط, وغيرها التي يستهلك فيها الوقت بأقل جهد ممكن لأخذ النفس". ويضيف الخالد "لدى مدرب الهلال شيء من الغرور والتعالي التدريبي الذي كشفته مواجهة الفريق مع الشباب, وكذلك على المستوى الآسيوي أمام الأهلي الإماراتي ذهاباً وإياباً في دوري الأبطال, فجميعها شهدت اندفاعاً بدنياً في الشوط الأول, ثم تراجعاً للأداء إلى مستوى الضعيف في الشوط الثاني". وخالفه في ذلك زميله المدرب السابق عبدالعزيز العودة, الذي أرجع ولوج الأهداف النصراوية ال 3 في المرمى الهلالي إلى الكرات الثابتة التي لم يتعامل معها حارس الفريق حسن العتيبي وبعض عناصر خط الدفاع, وقال "الهدف الأول جاء نتيجة التحرك الخاطئ للعتيبي, والهدف الثاني جاء نتيجة لتعثر المدافع ماجد المرشدي لحظة ارتقاء مهاجم النصر ريان بلال للكرة, أما الهدف النصراوي الثالث فجاء من ضربة جزاء, إضافة إلى عامل النقص العددي بعد طرد اللاعب أحمد الفريدي". وبين العودة أن الموازين انقلبت بعد هدف الهلال الرابع, ومن الصعب على أي عادل وأمين أن يرجع ذلك لعوامل تكتيكية, وأضاف "لا يمكن أن تعاد تلك الأهداف ال3 التي ولجت مرمى الهلال إلى مدرب الفريق ايرك جيريتس, ففريقه يعاني من الإرهاق جراء توالي المشاركات الكروية بين داخلية وخارجية, بالرغم من أنه يسير في أجواء تكتيكية رائعة".