أ: الأنا عند إكهارت تولي صاحب كتاب الأرض الجديدة ب: وضع مجتمعاتنا .. والمشاريع الإصلاحية ج: رؤية 2030 أ: الأنا عند إكهارت تولي صاحب كتاب الأرض الجديدة إن تفكيرك ومضمون عقلك هما بالتأكيد مشروطان بالماضي: بنشأتك، ثقافتك، خلفيتك العائلية، وهذا بالضرورة سيتسبب في جعل محتوى التفكير مختلفا بين الناس باختلاف الأماكن، والأزمنة، والبيئات، والأعراق، والإثنيات، والطوائف، والأديان، إلخ.. أما ما يخص نوعية التفكير لدى جميع الناس على وجه الأرض فيجمعهم شيء واحد، إذ إن الجزء الأعظم من تفكيرهم، هو تفكير: متواصل التدفق وتكراري، ولا إرادي، وأوتوماتيكي،، وبلا جدوى، وما دمت كإنسان غير واع أبدا لهذا، فإنك تعتبر ذاتك هي المفكّر الذي فيك، هذا هو العقل الأنوي، الذي هو في حقيقته ليس سوى صوت في الرأس لا غير. إن آثار الأنا السيئة علينا كراشدين إنها: مصدر أقوالنا وأفعالنا الذميمة.. ومصدر آرائنا المُعلّبة.. والمسؤولة عما يهيمن علينا من مشاعر سلبية، مثل: الإحساس بالتعاسة والحزن، القلق، الغضب، الكراهية، الغيرة، الحقد. ب: وضع مجتمعاتنا .. والمشاريع الإصلاحية تعيش مجتمعاتنا حالة من الانسداد التاريخي، وللخروج من هذا المأزق تقدّم بعض المفكرين العرب بمشاريعهم الإصلاحية، أمثال: محمد عابد الجابري، ومحمد أركون، وهاشم صالح، وآخرون. ومؤخرا، تقدّم مفكرنا وفيلسوفنا الكبير إبراهيم البليهي بمشروعه الإصلاحي، الذي أسماه ب«علم الجهل». وفي تصوري فإن هذا العلم ليس سوى «علم الأنا». إن «علم الجهل – علم الأنا» يُعنى بدراسة نوعية آرائنا المعلبة (المخاوف) التي تحارب التغيير والتقدّم. وهنا في وطني، سمعنا في القدم «آراء معلبة» حاربت محاولات عدة هدفت إلى تطوّر المجتمع وإلى تحسين وضع المرأة، فرأت تلك «الآراء المعلبة» في تلك المحاولات بأن فيها إفسادا لنسائنا وضياعا لديننا الإسلامي، ولأنها «آراء معلبة» فقد ردّدها أصاحبها في مناسبات وأزمنة مختلفة، ولأنها «آراء معلبة» فقد تم تجاوزها، يشير إلى ذلك المكانة المرموقة التي وصلت إليها دولتنا في السلّم الإنساني والحضاري، ويشير إلى ذلك الوضع المُشرّف الذي وصلت إليه المرأة السعودية، فقد حصدت الإنجازات الواحد تلو الآخر حتى أصبحت عضوا في مجلس الشورى. ويُعنى «علم الجهل – علم الأنا» أيضا بوضع الخطط والبرامج التي تهدف إلى تفكيك الأنا وظهور نور الوعي لدينا. ج: رؤية 2030 وأرى أن مشروع رؤية 2030، يهدف بالأساس إلى تفكيك الأنا وجعلنا عنصرا مساهما في صناعة حضارة هذا العصر. ومن مزايا هذه الرؤية أنها عملية ويتم تطبيقها خلال زمن قصير، دون الحاجة إلى الانتظار لنتائج تلك الدراسات المختلفة التي قد تأخذ قرونا عديدة لتبصر النور وتؤتي ثمارها. فبشرى لنا جميعا، عربا ومسلمين، بهذه الرؤية التي سنخرج من خلالها إلى فضاء الوعي والحرية والتقدّم والحضارة. إنها قفزة من نوع آخر لم نشهد لها مثيلا في تاريخنا كله.