شكك قيادي رفيع في تيار الزعيم السياسي العراقي مقتدى الصدر، بمواقف النظام الإيراني ضد استفتاء استقلال إقليم كردستان العراق، نافياً وجود صلة لهذه المواقف بالمحافظة على وحدة البلاد. وأوضح القيادي الصدري خلال تصريح إلى «الوطن»، أن بعض مواقف الأطراف الرئيسية في التحالف الوطني الحاكم في بغداد لا تعنيها وحدة العراق، لأنها هي من قامت بتفتيت هذه الوحدة بسياساتها الطائفية عندما ترأست الحكومة العراقية لمدة 8 أعوام، في إشارة إلى حكومة نوري المالكي المتورطة في تسليم مدن غرب وشمال العراق إلى تنظيم داعش المتشدد. حقيقة التصريحات أوضح المصدر أن استفتاء استقلال كردستان شكل صدمة كبيرة للنظام الإيراني، وذلك بسبب أنه يريد الاحتفاظ بسلطة شاملة على التحالف الوطني، لتكرار تجربة السيناريو السوري، وضمان دور قوي فيهما، باعتبارهما محسومة النفوذ لطهران، لافتا إلى أن رفض استقلال الإقليم قد يعيق هذا النفوذ الإيراني. وأضاف المصدر «الخط الستراتيجي الآخر يتعلق بالحسابات العسكرية، كون استقلال الإقليم سيقطع الطريق على طهران لإنشاء خط تواصل بري بينها وبين سورية عبر شمال العراق، سيما من جهة سنجار والحدود العراقية السورية»، مبينا أن قائد فيلق القدس بالحرس الثوري، قاسم سليماني، قد عمل على هذه الاستراتيجية، عبر تدخل قوات الحشد الشعبي العراقية المدعومة من الحرس الثوري للسيطرة على الحدود العراقية السورية من الجهة الشمالية طيلة الشهور الماضية. مخطط إيران أوضح المصدر أن طهران تميز بين المناطق المحسومة لنفوذها في العراق وسورية، والتي يجب أن تبقى موحدة وقوية لأنها داخلة في المحور الإقليمي، مشيرا إلى أن استراتيجية طهران تتمحور حول ما يعرف ببؤر النفوذ مثل اليمن والبحرين والسعودية والكويت، بهدف تفتيت وحدتها وخلق حروب أهلية ونزاعات داخلية لإضعافها. وأشار المصدر إلى أن مشكلة بارزاني مع إيران، هو أنه مدعوم من قبل التحالف الدولي، ولا تلاحقه أي تهم إرهابية، كون الإرهاب هو وسيلة الإيرانيين لإعادة بناء نفوذهم وحلفائهم في العراق وسورية. مؤامرات المالكي أكد الأكاديمي والمحلل السياسي قحطان الجبوري، أن التحالف الشيعي تبنى الموقف الإيراني تجاه استفتاء إقليم كردستان، فيما يحاول زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، العودة إلى الواجهة بمنصب رئيس الجمهورية بصلاحيات واسعة، عبر تحريك نوابه لتفعيل لجنة التعديلات الدستورية المعطلة منذ دورتين تشريعيتين سابقتين، موضحا أن غياب مشاركة الكرد في الانتخابات التشريعية المقبلة سيحرمهم من التمثيل في البرلمان المقبل. استغلال أنقرة أوضح المصدر أن طهران باتت تستغل القلق التركي من انفصال كردستان لدفع بغداد إلى بدء عملية عسكرية ضد محافظات الإقليم وإخضاعها عسكريا، متهماً طهران باستثمار قلق تركيا لجرها إلى المواجهة العسكرية وإضعافها من خلال صراعات مطولة، وإشعال حركات الانفصال الكردية في مناطق أخرى غير العراق. وشدد المصدر على أن النفوذ الإيراني سيتراجع مقابل النفوذ الروسي في سورية، إلى جانب الحركات الداخلية التي يمكن أن تفجر الأوضاع في إيران وتكرر سيناريو الاستقلال الكردي في العراق. تقريب الرؤى كانت قوى سياسية ممثلة للمكون السني والكردي قد أبدت استعدادها لبذل الجهود من أجل تحقيق التقارب بين بغداد وأربيل وتحقيق مبدأ الشراكة. وقال القيادي في اتحاد القوى بالبرلمان العراقي النائب ظافر العاني ل«الوطن»: أسفرت اتصالاتنا مع قوى سياسية كردية عن تحقيق اتفاق على اعتماد مبادرة نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي لتكوين خريطة طريق لتجاوز الأزمة، موضحا أن رئيس الجمهورية فؤاد معصوم سيدعو إلى عقد اجتماع الأسبوع المقبل بمشاركة زعماء سياسيين عرب وكرد لبحث مبادرة النجيفي، والخروج بتوصيات تمهد لعقد لقاءات مباشرة بين المسؤولين في الحكومة الاتحادية والإقليم. سياسة إيران تجاه كردستان
إصدار تصريحات جوفاء استغلال الاندفاع التركي محاولة تحريك الأقليات داخل الإقليم خوف ضياع النفوذ داخل العراق السعي لسحب الدعم الدولي لبارزاني